يا بلد
الترليون: أأقتربت الساعة !!
بقلم: سارة العمري
كاتبة سعودية
"قلبي ينفطر لمجازفة السعوديات للعمل
بهذه المهنة، لأنهن سيتعرضن لشتى أنواع الإذلال".
النص أعلاه نقلته صحيفة أمريكية عن الناشطة
القطرية، الدكتورة/ موزة المالكي معبرة عن شعورها بالإحباط تجاه عمل السعوديات
كخادمات وعاملات نظافة،خاصة أن السعودية تتمتع بأكبر إحتياطي نفطي في العالم.
إن كان سيدة قطرية عبرت عن استيائها، فما
بالنا نحن السعوديات، نسمع عن أخوات لنا يعملن كعاملات نظافة، وهو الموضوع الذي
حمل بين طياته كثيرًا من الجدل، وأثار ردات فعل مختلفة، بين معارض يربأ بالسعوديات
أن يهبطن إلى هذا المستوى، وبين مؤيد يرى في الأمر طوق نجاة من الغرق في بحور
الفقر والإحتياج، وقد بدأت بالفعل بعض من أجبرتهن الظروف على المتاجرة بآمالهن
وطموحاتهن في سبيل البحث عن لقمة عيش تعسر الحصول عليها في بلد يزخ مليارات
الريالات ليوفر هذه اللقمة لفقراء العالم!!
بينما تغمس بأنواع الإذلال والإهانة لتحصل عليها بنت البلد!!
ونحن هنا نتسأل أين من ينادون بتحرير المرأة
ويقعون في تناقضات مفضوحة، فهم يسخرون ويحاربون خدمة الزوجة لزوجها وأولادها،
ويعتبرون ذلك إهانة لها وإمتهان لكرامتها،وينتقدون وصفها بالعاطلة، ويشجعونها على
الوظائف المهينة والمختلطة، والتي لا تأمن فيها على نفسها، ويصفونها بالمتحرره من
القيود و بالعاملة ذات العزة والكرامة!!
أي عزة يريدها هولاء للمرأة.؟
يريدون أن يحررونها من عزتها بدينها
وعبوديتها لخالقها، حتى لو أستعبدها المخلوق وأهانها.!!
إذاً فالأمر مخطط ومدبر، فقد أتضحت
الصورة الآن وعُرفت أسباب مشاكل إستقدام الخادمات،وقصة هروبهم المنظم!!
نحن ياسادة لانحتقر أي مهنة شريفة،تحفظ
للمرأة في بلاد الحرمين خصوصيتها، التي يعرفها القاصي قبل الداني،!!
ولكن نرفض أن تعمل من بلغت الأربعين و
الخمسين من نساء هذا البلد خادمة أو عاملة نظافة، وهي في بلد أنعم الله عليه
ويستطيع أن يكفيها ذل السؤال وإهانة الخلق،ويحفظ لها كرامتها، ويصرف لها مايسد
حاجتها من بيت المال فهي مكفولة النفقة شرعا من وليها، فإذا كان وليها عاجز أو ليس
لها وليّ فنفقتها مكفولة من بيت مال المسلمين،كما أجمع على ذلك عدد من المشايخ.
بقولهم: المرأة التي لا معيل لها من
الأرامل والمطلقات ومن كان وليها لايستطيع النفقة عليها بل أن البعض أعطى الحق
المطلق لمن ليس لها دخل ثابت بإن يكون لهن حق خاص في بيت مال المسلمين فيجب أن
يصرف لهن مخصصات مالية تكفيهن فلا يتركن للعوز والحاجة أو الركض خلف الجمعيات
الخيرية أو صدقات المسلمين من الضمان الاجتماعي وغيره مما لا يكفل لهن حياة كريمة
كسائر المجتمع.
ولهذا نظم صوتنا لصوت،الشيخ/عبدالعزيز عرب في
مطالبته، لمجلس الشورى بتخصيص راتب شهري لربة المنزل السعودية،ونؤيد مشروع الدراسة
التي قدمها للمجلس، مطالبا بأن يكون هناك راتب شهري لا يقل عن ثلاثة آلاف ريال لكل
إمرأة سعودية تحمل لقب ربة أسرة، لما تقوم به من عمل حقيقي في بيتها من تربية
الأبناء والقيام على الزوج وشؤون الأسرة.. ونحن من الدول الغنية، والتي لن يضرها
إن تحملت مسؤولية الإنفاق الحقيقي على المرأة بما يحفظ ماء وجهها عن المسألة،أو
العمل الذي لايليق.
وقد أفادت دراسـة أميركية بأن ربة المنـزل
يجب أن تحــصل على راتب سنـوي بقـيمة "138095 دولارا" عن السـاعات التي
تمــضيها وهي تقوم بمــهام تبدأ من الطبخ ولا تتوقف عند علم النفـس والتربية.
فربة المنزل،تعمل بحسب الدراسة الأمريكية، 92
ساعة أسبوعيا بينها أربعون ساعة ضمن دوام العمل و52 ساعة إضافية يفترض أن يكون
المقابل لها أكبر من راتب الساعات العادية.
وهذه الدراسة بالتأكيد مهمة لمجتمعنا، لكي
يتنبه إلى الجهود التي تبذلها أي إمرأة ربة منزل، فهي تقوم بوظيفة شاقة ومتعبة،
ودوام إضافي، على مدار العام، بدون إجازات ولا مرتبات ولا حوافز،فهي بذلك تستحق
التقدير المعنوي قبل المادي فهل من مجيب.؟
كما نرفض أن تجتهد الفتاة وتمضي زهرة
شبابها في طلب العلم،في سبيل الحصول على شهادة عالية، وبالتالي وظيفة مرموقة، في
مكان لائق يمنحها الحرية الشخصية، بعيد عن أنظار الرجال وأطماع الذئاب!؟
ثم يكون نتيجة جهدها إما وظيفة متدنية،أو عمل
مختلط يضيق على حريتها ويقتحم خصوصيتها،وينتهك سترها،أو بطالة طويلة تجبرها في
النهاية، على العمل "عاملة نظافة"!!
هنا نتسأل بحرقة لماذا لاتحترم خصوصية المرأة
في هذا البلد ولا تحفظ حقوقها المشروعة، فقد أصبحت شماعة لكل زاعق وناعق، يريد أن
يتدخل في شؤوننا، ووالله إننا من أعطاهم الحق بإلسنة بعض أبناء جلدتنا الذين جعلوا
من المرأة قضية القضايا وأم المعضلات،وأنه لن يصلح حالنا الا بتحريرها من حجابها،
وإخراجها من بيتها،
لذلك يريد وزير العمل ومن يحذو حذوه أن يقحم
المرأة في أمور لا تحمد عقباها.؟
فبدل أن يزج بالمرأة السعودية في أماكن
لاتليق بها،وهي في بلد البترول والميزانية التلريونية،عليه أن يوفر لها بيئة عمل
صالحة، بحيث يتم إنشاء مصانع أغذية وملابس وتغليف، تكون ذات طابع نسائي بحت، وبذلك
نقضي على البطالة، ونشجع المنتوج الوطني، كما يجب عليه أن يفرض على رجال الأعمال
إنشاء مجمعات نسائية خاصة،بحيث نعطي المرأة مساحة من الحرية والتسوق براحة ومتعة،
ونوفر لها وظيفة شريفة، وذات خصوصية.
وكذلك يتم تأنيث محلات الملابس الداخلية
والعباءات، وأدوات التجميل والعطورات،في الأسواق العامة، ويمنع دخول الرجال مثلها
مثل المشاغل والأندية النسائية.
المسألة يا سادة أكبر بكثير من وزير
العمل،فيجب الا ندس رؤوسنا في التراب،وعلينا أن نعترف بإن هناك فقر،بطالة،فساد
مالي وإداري،أمور تحاك وتدبر بليل!!؟؟
"الفتاة السعودية عاملة نظافة في بلد
التريليون، لكأنها من أشراط الساعة!!"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق