..البراقع تغطي
عيون إعلامنا..!!
بقلم: سارة
العمري
كاتبة
سعودية
لكنت أسمعت لو ناديت
حيا...ولكن لا حياة لمن تنادي.
هذا حال إعلامنا الرسمي
اليوم وكل يوم.
أستيقضت الرياض صباح
الخميس بأكملها إلا قنواتنا فهي مبرمجة منذو الليل تبث لوحدها.
صرخ الجميع وسأل وأستنجد
ولا مجيب وكأننا في كوكب وإعلامنا في كوكب آخر.
وقع إنفجار الرياض عند
الساعة السابعة والنصف تقريبا، إنتشر الخبر، سأل أهل الخليج جميعا عن الحدث، إتصل أبنائنا
المبتعثين من دول العالم ما الخطب يا وطني، وماالذي حدث.
الكل إنتفض ونزل
للشارع، وأسعف وساعد، ونظم وأستقصى،وعن الحقيقة بحث.
إلا قنواتنا
الموقرة، فالرسمية تبث "ماهقيت أن البراقع يفتنني"وقت تبرقع الرياض بسحب
من الدخان الكثيف.
وفي حين بحث سكانها عن
الحقيقة عبر عيون إعلامنا الذي يغط في سباات عميق.
والإخبارية تبث الصورة
تتحدث عن أحداث العالم، وتصمت عن حدث وطني، ومصاب مواطنيه.
بُثت الشائعات، وكثرت
التخمينات.
سقوط طائرة مدنية-
هزة أرضية- تفجير إرهابي في أحد المجمعات السكنية- صاروخ من طائرة حربية.
والمواطن المغيب يدعوا
يارب سلم سلم،وينتقل من قناة لقناة لعله يجد الخبر اليقين، ويطمئن على وطنه
الحبيب.
لقد أثبت إعلامنا الموقر
بقنواته الفضائية تخلفه عن الركب وإن كل ريال يصرف عليه خسارة وأيما خسارة،
كما أثبت إستخفافه بعقلية المشاهد حين تكرم بعد الإنفجار بحوالي الساعتين ببث
تصريحات كاذبة ومضللة، لا يوجد وفيات!!إصابات طفيفة، خسائر محدودة.
وقد وصلت للجميع صور الجثث
المتفحمة،وأثار الدمار الهائل الذي أصاب الجسر والمباني المجاورة، فإلى متى هذا
التعتيم والتظليل.؟
شكرا "شباب
وطني" فقد أثبتم بأنكم رجال المهام الصعبة.
قمتم بدور الإعلامي النزيه
الذي ينقل الخبر بكل مصداقية، بالأدلة والصور الحية، من موقع الحدث مباشرة.
في وقتٍ كان فيه إعلامنا
مجرد كمبارس قابعا خلف الكواليس!!
أديتم دور رجل المرور في
تنظيم السير، قمتم بدور المسعف الذي نقل وأنقذ المصابين،
ورجل الإطفاء الذي ساعد في
إخماد الحريق، و بذلتم دماءكم لتتدفق في شرايين أخ لكم أصيب.
شكرا تويتر فقد وضعتنا في
الصورة أولا بأول وعلمتنا كيف نعبر ونتحدث بحرية.
شكرا "سبق" فقد
كنت حاضرة بكل صدق وشفافية.
لا شكر ولا تحيه، لكل من
نشر شائعة دون تحري المصداقية،
الخزي والعار لكل يد إمتدت
وسرقت، والصورة الحسنة لشبابنا شوهت.
وأخيرا نقول: ماذا بعد
هزلية إعلامنا في حدث الخميس؟؟
أيها الوطن المتكرر في
الأغـاني والمـذابح...دُلني..على مصدر الموت أهو الخنجر..!؟ أم.. الأكذوبة!؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق