(إنا عرضنا الأمانة على السموات
والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)
{على الوزراء العمل بجد وإخلاص،
لتنفيذ بنود هذه الميزانية على الوجه الأكمل الذي يحقق راحة ورفاهية، المواطنين في
كل مجالات الحياة،«أيها الوزراء والمسؤولون كل في قطاعه، أقول لا عذر لكم بعد
اليوم في تقصير أو تهاون أو إهمال، واعلموا أنكم مسؤولون أمام الله - جل جلاله -
ثم أمامنا عن أي تقصير يضر باستراتيجية الدولة التي أشرنا إليها، وعلى كل وزير
ومسؤول أن يظهر من خلال الإعلام ليشرح ما يخص قطاعه بشكل مفصل ودقيق»
بهذه الأيات الكريمة من رب
البرية،وبتلك العبارات المسؤولة من ملك الإنسانية،وعلى مرى ومسمع من كااافة أفراد
الرعية.
أفُتتحت ميزانيتنا التريليونية.
فهل ياترى كانت هناك أذان صاغية
وعقول واعية وقلوب وجلة،
أم أن (لهم قلوب لايفقهون بها ولهم
أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لايسمعون بها)؟؟
هل يعلم الوزراء والمسؤولون. إن
الأمانة عظيمة والمسؤولية جسيمة؟
وإن ولي الأمر قد أخرجها من ذمته
لذممهم،ووفر لهم الميزانيات الضخمة،ليوفروا بدورهم كافة أسباب الحياة الكريمة
للمواطنين.
فعندما إستمعنا لتلك الأرقام المهولة
للميزانية، ولتلك التوجيهات الواضحة والصريحة، من الملك قلنا:
متفألين لقد حان ربيع بلادنا المغائر
للربيع العربي شكلا ومضمونا.
فالثورة سوف تكون من الدولة، وليست
من المواطن،فنحن محبون مخلصون لبلادنا،وعندنا ثقة كبيرة في دولتنا.
لذلك كنا ولا زلنا نأمل أن تثور الدولة على
الفساد والمفسدين،فتطهر الوزارات وجميع القطاعات والجهات الحكومية،من كل فاسد
ومرتشي ومتهاون وسارق ومماطل،وتعطي لكل مواطن حقه من الميزانية التريليونية،فتقضي
على البطالة،وتحل أزمة الإسكان،والقروض،والنقل والطرق،والغلاء والإستقدام،
و-و-و-الكثير الكثير من المشاكل،والهموم، التي أثقلت كاهل المواطن وأشغلته.
فأصبح يشعر بالقهر والألم وهو يستمع
إلى تلك الأرقام التي لا يستطيع قرأتها لطولها وتعدد خاناتها،ثم يكون نصيبه منها
سماع صداها وتكرار تعدادها،فلم يرى لها أثر ولم يرزقه منها القدر.
ومما يزيده ألما وقهرا،مقارنته لنصيب
بعض الوزارت من الميزانية،بميزانيات بعض الدول المجاورة، التي تفوق ميزانيات تلك
الدول بعشرات المرات.
ثم عندما ينظر لإنجازات هذه
الوزارات،ووضع قطاعتها؟وحال منسوبيها،يصيبه الذهول والعجب!!
ويتسأل أين تصرف تلك الميزانيات
الهائلة المخصصة لهذه الوزارت.؟
فهناك أرواح ذهبت بلا ذنب،ومباني
تصدعت بلا رأب،ووسائل ليس لها مثيل،ففي عصر إستخدام الحاسوب والأيباد،نحن لازلنا
نرسم الدائرة "بالسطل"!!؟
أمامنسوبيها فحكايتهم حكاية،وحالتهم
أسوا حالة.
فشاعر النيل شبههم بالأنبياء،وفي
اليابان تصرف لهم أغلى الأجور ليزيد منهم العطاء،وفي كندا وأمريكا يؤهلون ويمنحون
أرفع الدرجات لكي يخرجون لأوطانهم القادة والعظماء.
وفي بلادي للأسف الشديد أصبحوا
كشخصية جحا في الحكايات،تقال عليهم النكات،ويتهكم ويتهجم عليهم الأولاد والبنات!!
فحقوقهم مسلوبة،وكرامتهم مهدورة،
وأبسط متطلباتهم معدومة،ولسان حالهم يقول:
يامعالي الوزير..أما لنا من نصيب، في
ميزانيتا التريليونية!؟
كما إن بعض وزاراتنا جُل إهتمامها
إستغلال المرأة،وإهانة كرامتها،وتضييع حقوقها،وهتك سترها.
وذلك بتشغيلها في أماكن لا تليق
بها،ولا تتناسب مع خصوصيتها.
فركزت إهتمامها على المرأة،وتركت
المشاكل الجوهرية اللتي تعج بها أروقة الوزارة دون حل.
فالشباب يشتكي من البطالة،والمواطن
يتجرع ويلات تسيب العمالة،والتاجر يرفع الأسعار متحججا برفع الكفالة.
والوزير جل همه تأنيث المحلات،وهدر
الوقت لإيجاد حلول تقنع المحتسبين بتخبطات الوزارة.
وهناك أخطاء فادحة، أزُهقت بسببها
أرواح،وشُلت أطراف،وبُترت أعضاء،وأختلت أدمغة وذهبت عقول،دون حساب ولاعقاب
ولاحلول.
فيليتنا كما نتدخل جراحيا
بالمشرط والمقص،وبالبتر والفصل لمعالجة بعض التشوهات، وننقله ونوثقه إعلاميا.
نتدخل إداريا بالقرار والحزم،لفصل
وتأديب من يتسبب بتلك الأخطاء،ونشهر به إعلاميا ليكون عبرة لغيره.
فبعض الأعضاء لابد من بترها لكي يسلم
ويتعافى بقية الجسد.
فأعتقد يامعالي الوزير بأن تخصصكم
جراحة عامة تستأصل الورم الخبيث،
وتزرع مكان العضو الفاسد الذي فشل
وتعطل،
عضوا صالحا يقوم بمهامه على أكمل
وجه.
وليست جراحة تجميلة، تكلف مبالغ
باهظة،
ونتيجتها تغطية التشوهات وليست
معالجتها معالجة جذرية.!
وهذا غيظ من فيظ، فبقية وزاراتنا تأن
تحت وطأة الفساد وسلطت المفسدين.
والمواطن لازال يتسأل ويقول:
ياأصحاب المعالي لم نرى للميزانيات
في الأعوام الماضية ذلك الأثر الذي يليق بها.
فهل ياترى سنراه هذا العام.؟
وهل بعد هذه الزخات الغزيرة،التي
أمطرتكم بها الميزانية،ستحولون أوراق الخريف المتساقطة في وزاراتكم، إلى أزهار
ربيع تنتج ثمارا نافعة ومفيدة.!؟
كما أن هناك سؤالا قبل يوم
السؤال..(وسوف تُسألون)الزخرف-٤٤-
هل أعناقكم تستطيع تحمل هذه
الأمانة العظيمة.؟
وهل ذممكم تتسع لتلك الميزانية
التريليونية.!؟
وهل قبوركم لن تضيق ببطونكم المتضخمة
من الأموال المنهوبة.!؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق