الجمعة، 6 ديسمبر 2013

بين "التربية" و"نزاهة".. وآ حرّ قلباه

بين "التربية" و"نزاهة".. وآ حرّ قلباه


بقلم: سارة العمري
كاتبة سعودية


ضربت كفا بكف وحوقلت وبسملت، وأنا أقرأ تصريحين غريبين، جعلتني أتمتم: وقتما تضيّع الأمانة..

التصريح الأول لوزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله، يقول بأنه لم تكن لديه خلفية في التعليم، وإنه اقترب منه خلال تجربته في الوزارة، خلال السنوات الأربع الماضية، وقال: إنه مطمئن على التعليم بالمملكة ولفت إلى أن المسؤولية كانت كبيرة.!!

عذرا ياسمو الأمير: إن لم تكن لديك خلفية عن التعليم، وأنت الوزير على رأس أهم وزارة على الاطلاق، فمن يمتلك هذه الخلفية.؟!

أهو "سوكيرتي" الوزارة، أم حارس المدرسة، أم سائق الحافلة.؟!

 التعليم هو الركيزة التي يمكن من خلالها النهوض بالمجتمعات، ومن أسباب تخلف التعليم لدينا التخبط الواضح في السياسات التعليمية، وخصوصاً عندما تسند مهمات التعليم لغير أهله. ففي الدول المتقدمة يتم إختيار الوزراء من أصحاب الكفاءات والتخصص، والسؤال المطروح هنا: على أي أساس تمّ اختيار وزير التربية وهو باعترافه لا خلفية عنده عن التعليم؟

كان عليه أن يسكت على الأقل، بدلا من أن يؤلمنا بهذا التصريح الفضيحة، و المضحك المبكي، أن يكون رأس الهرم في وزارة، هي حجر الأساس في بناء وتنشئة وإعداد الأجيال، ليس لديه خلفية عن عمله، الذي أوكل إليه وأقسم أن يؤديه على أكمل وجه، بكل صدق وأمانة وإخلاص.

قد صدقت ياسمو الأمير: عندما إعترفت بإن لا خلفية لديك في التعليم، ولكن بقيت الأمانة والإخلاص، فمن تضييع الأمانة، أن يوكل الأمر لغير أهله، فمادمت لست أهلاً لهذا المنصب، لماذا لم تعتذر عنه من الأساس، أو تستقيل الآن، وتسنّ سنة حسنة لكل مسؤول يرى أن ليس لديه الخبرة الكافية، ولا الدراية الوافية، عن مجال عمله، فتكون بذلك قد أخلصت النية لله، ثم لمن ولاك هذا المنصب، ثم لرعيتك الذين أنت مسؤول عنهم، أمام الله وأمام خلقه.

هم فلذات الأكباد، والبذرة التي ستنتج ثماراً يانعة، ورياضا وارفة، تتفيؤ ظلالها أجيالنا القادمة.
فمن وزارتك ياسمو الأمير: يتخرج المعلم والمدير، والمرشد والموجه، والعسكري والمهندس، والطبيب والسفير، والوزير والغفير و و و...الخ.

فمن الأمانة عدم تضييع كل هولاء، مقابل منصب زائل، وأنت لاينقصك المال ولا الجاه، لتتمسك به ولست أهلاً له، وهذا بإعترافك أنت، وليس فرية عليك.!!
ورسولنا صلى الله علي وسلم يقول: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يُتقنه ).


أما التصريح الثاني فقد كان لرئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) محمد الشريف  حيث قال: إنه لا يوجد تأثير واقعي واضح للفساد على قطاعات الاقتصاد والتنمية، وإقامة المشاريع.

وأبان الشريف خلال ندوة "واقع الفساد الإداري في المملكة وجهود التغلب عليه"، أن التقصير في المتابعة ومراقبة المشاريع والخدمات يوصف بأنه إهمال.
وتابع وفقاً لصحيفة "الحياة" أن الإهمال يندرج ضمن مفهوم الفساد بلا شك لكنه ليس فساداً مقصوداً، مثل الرشوة وسوء استخدام السلطة".

"وفسر الماء بعد طول الجهد بالماء" لقد حيرتنا يامعالي الريئس..!!
"البيضة من الدجاجة والا الدجاجة من البيضة"!؟
الفساد فساد، مهما حاولنا تغيير المسميات، وتلطيفها، سواءً كان إهمال، أو تقصير، أو تسيب أو رشوة، أو إهدار للمال العام بالخيانة وضياع الأمانة.
كل ذلك فساد يعيق المشاريع، ويؤخر التنمية، ويهدر ثروات البلد ويضيع مقدراته.

وهذا التصريح قمة الفساد.!
فالأصح أن يكون "نزاهة لم تؤثر في مسيرة الفساد.!! فقد أثبتت فشلها الذريع في مكافحته،
والسؤال أي تنمية يقصدها الشريف، تنمية الأرصدة والحسابات البنكية للمسؤولين، أم تنمية الوطن والمواطن؟!

وإذا لم يكن هناك فساد، فلا حاجة لنا بك؟

فياليتك تستقيل وتوفر راتبك ورواتب موظفين الهيئة لدعم مسيرة التنمية!!

لقد عولنا الكثير على هذه الهيئة، ولكن للأسف الشديد، "بغينها عون فصارت فرعون"!!
وأصبحت تبرر للمفسدين فسادهم، وترمي مسؤولياتها ومهماتها على غيرها، فتطالب الجامعات، بتصنيف الفساد وتعريفه، ياللعجب!! وهل يحتاج الفساد إلى تصنيف وتعريف؟

انظروا لعدد العاطلين في البلد، إنزلوا الشوارع وشاهدوا فشل المشاريع،  زوروا المستشفيات وأحصوا كم مريض في ممرات الطوارئ بلا سرير، بالرغم من الميزانية الضخمة للصحة، تفقدوا المدارس وسترون عجبا.!
فاجأوا الدوائر الحكومية بالزيارات دون علمهم.، وستجدون ضالتكم بلا شك.!

 صدق الله العظيم: ( إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين )

ووزراة التعليم وهيئة مكافحة الفساد تحتاجان إلى ذلك القوي الأمين.!

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

مدينة افلاطون و"خرخرة" المشروعات!!

مدينة افلاطون و"خرخرة" المشروعات!!
          

بقلم: سارة العمري
كاتبة سعودية




( والله لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله عنها، لمَ لمْ تمهد لها الطريق ياعمر )!

خرجت مساء يوم السبت الماضي، بصحبة أولادي لقضاء بعض حاجيات البيت، في شمال الرياض، وبطريقنا دخلنا أحد المطاعم وقت صلاة العشاء، والجو صحو تماماً، وخرجنا بعد ساعة واحدة، وإذا بالشوارع قد تحولت إلى برك ماء كبيرة وبحيرات.

هلعنا وأبنائي، إذ كانت السيارة التي نركبها تسير على بحر المياه، ولولا لطف الله ثم معرفة السائق الجيدة بالشوارع والطرقات داخل الأحياء لحصلت كارثة، فجميع الشوارع اللتي مررنا بها من شمال الرياض إلى شرقه، كانت وبلا إستثناء تطفح بالمياه، والسيارات عالقة، والناس قد بلغت قلوبهم الحناجر، من الخوف والرعب.

ابني الصغير كان يسألني: "ماما"متى نوصل البيت؟

كنت أجيبه إجابة أم والهة مشفقة: خلاص "حبيبي قربنا"
فيرد عليّ :كيف تعرفين إنا قربنا وحنا مانشوف شيء الا المويه؟!!

نجونا بفضل الله بعد ساعتين من الزحف مرة، والسباحة مرة، وركوب الأرصفة مراراً، ولكن غيرنا لم ينجو، فهناك من بقي عالقاً حتى اليوم الثاني، وهناك من لازال مفقوداً حتى الساعة.

فقد أعلنت الإدارة العامة للدفاع المدني بالرياض، إن عدد "البلاغات" التي تلقتها الإدارة خلال الفترة الماضية، في منطقة الرياض، بلغت 4766 بلاغاً.
 وأوضحت "الإدارة": أن "البلاغات" شملت إنقاذ " 121 "شخصاً، منهم ثماني عائلات، ورفع 413 مركبة جرفتها السيول.
وعدد المفقودين حتى الأن  " ٧ " وأعلن عن حالة وفاة واحدة.

هذا والأمطار لم تستمر سوى ساعتين.!!

أنتظر الأيام المقبلة ويدي على قلبي، كيف سيكون الحال، وكم ستكون الخسائر؟

كم من بيت أقتحمته المياه، بسب المخططات التي وضعت في الأودية ومجاري السيول، وكم من مبنى حكومي يعتبر من واجهات البلد ومعالمه تضرر، وفضحها الجنرال "مطر" كمطار الملك خالد، وجامعة الأميرة نورة التي كلفت المليارات !! ومستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز، الذي لم يمضي على إفتتاحه سوى عدة أشهر، و و وغيرها الكثير.

هنا نتسأل وبكل شفافية، فكم نسمع هذه الكلمة الفضفاضة، على ألسنة المسؤولين، والنتيجة : "خرخرة" المشاريع من كثرة شفافيتها !!

من المتسبب في هذا الفساد المستشري في جميع أجهزة الدولة؟

والذي لم يستثن منطقة من مناطق المملكة وعلى رأسها العاصمة الرياض؟

أين المليارات التي صرفت على هذه المشاريع، التي ظهرت بتلك الهشاشة لجميع مشاريع البنية التحتية، على طول البلد وعرضه؟

تعالوا معي نستعرض ميزانية أمانة منطقة الرياض فقط لهذا العام، لقد تجاوزت 6.5مليارات ريال، "سته ونصف مليااار ريال"!!

وقد صرح أمين منطقة الرياض، عبدالرحمن المقبل لإحدى الصحف بقوله: إن المشروعات التي تنفذها الأمانة حالياً، تشمل تنفيذ مشروعات كبرى لدرء أخطار السيول، وتصريف مياه الأمطار، في كافة أحياء مدينة الرياض بقيمة إجمالية لتلك المشروعات بلغت..؟ (1.976.426.615) ملياراً وتسعمئة، وستة وسبعين،وأربعمئة وستة وعشرين، وستمئة وخمسة عشر ألف ريال.!!

ياااإلهي لقد إنقطع نفسيّ وأنا أكتب المبلغ!!

ياترى وبكل شفافية..!! في بطن أي هامور سقط هذا المبلغ سهواً؟'

فلم نر له أي أثر على أرض الواقع، أم يكون قد سقط في إحدى الحفريات، والتهمته السيول، على حين غِرةً من الأمانة، عديمة الأمانة؟!

ونذكّر الأمانة، بإن تقرير رئاسة الأرصاد يقول: إن مستوى الأمطار التي هطلت على الرياض، تعد ضمن المستوى الطبيعي رغم غزارتها.
إذاً فأزمة التصريف، خلل إداري، وفساد مالي، وليس بسبب رحمة الباري.

لذلك نحن نحتاج إلى جانب حملة تصحيح  العمالة، حملة تصحيح تشمل المسؤولين الفاسدين، الذين نهبوا خيرات الوطن، وخانوا المواطن، وأضاعوا الأمانة.
ولكي لاتتحول الأمور الطبيعية المعتادة إلى كوارث تدميرية، يجب محاسبة ومعاقبة، المفرط والمتسبب في هذا الخراب بلا هوادة.

ومن أجمل ماقرأت من التعليقات على سيول الرياض قول أحدهم :
ماأدري أسكت والا أتهور وأقول: أن عندي حلا واحدا.. ولا هو من ضمن : الحلول: عدّلوا مجرى "الأوادم" يعتدل مجرى "السيول" !!

لقد مات افلاطون وهو ينتظر تحقيق حلمه، بالمدينة الافلاطونية الفاضلة..!

ولقد هرمنا..! ونحن نحلم بهذه المدينة، والتي يمكننا بناؤها لو طبقنا تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، فلو حافظ كل مسؤول على الأمانة والقسم الذي أقسمه أمام الله ثم أمام خلقه.

كما في قوله تعالى: ( والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون )، لوضع لبنة في جدار هذه المدينة.!

ولو تمت محاسبة الأمير قبل الفقير، والكبير قبل الصغير، وتعلمنا وعملنا بحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:
( إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُ إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ , وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ قَطَعُوهُ , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ كَانَتْ فَاطِمَةُ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا )،  
لأقمنا بذلك جدران المدينة!

ولوحققنا العدالة الإجتماعية كما فعل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وقت المجاعة: حين كان يقول لبطنه ( قرقري أو لا تقرقري، لن تذوقي اللحم حتى يشبع أطفال المسلمين)،لأكتمل عندها بنيان المدينة.

 وقد عرف افلاطون العدالة التي هي أساس مدينته الحلم، بأنها "تعاون كل أجزاء المجتمع تعاوناً متوازناً فيه الخير للكل".

إذاً فالمدينة الفاضلة التي نحلم بها، أساسها الإنسان نفسه، سواء كان مسؤولاً أو موظفاً، عاملاً أو مراجعاً، كبيراً أم صغيراً، رجلاً أو امرأة، مواطناً أو مقيماً.

متى سنعيش في المدينة الفاضلة بشخوصها الأفاضل؟!
 ألم يحن الوقت لتحقيق الحلم الافلاطوني المنتظر؟!

 أم إن علتنا ستبقى كما قال يوسف السباعي: تلك هي العلة في هذا البلد، أن الذي يحس بالمصاب لا يملك منعه، والذي يملك منعه لا يكاد يحس به !!

السبت، 2 نوفمبر 2013

" قضية حميدان التركي " بين طابور الغرب الخامس وشرفاء الوطن

" قضية حميدان التركي "
بين طابور الغرب الخامس وشرفاء الوطن

بقلم: سارة العمري
كاتبة سعودية


تابعت خلال الأسبوعين الماضيين، بكل إهتمام وترقب، محاكمة أخينا "حميدان التركي "، ومدى التفاعل والدعم، الذي حظيت به من أبناء وطني المخلصين، ولفت نظري، غياب أقلام الخفافيش، الذين يقتاتون على الفتن، ويعيشون في الظلام، أصحاب الشعارات البراقة، واللافتات الخداعة: الحرية- العدالة- حقوق الإنسان.

فلم أر منهم من أحدٍ ولم أسمع لهم ركزا.

أين ديناصورات الصحافة.؟أين زعيمات ٢٦اكتوبر عن٢٤ و- ٣١اكتوبر.؟

أين الغربان الناعقة، أين المتردية والنطيحة، عن ١نوفمبر.؟

أين دعاة الحرية، والمطالبين بالعدالة والحقوق الإنسانية.؟!

أين هم من قضية إنسانية، واضحة وضوح الشمس، ومن عدالة منتهكة، لإبن من أبناء الوطن.؟ وهم الذين لطالما شنفوا أسماعنا وتباكوا علينا بالوطنية، وعندما أتت الوطنية الحقة لابن من أبنائها انخذلوا ..خذلهم الله.

فلم نسمع أصواتهم، ولم نر نزف أقلامهم، ولا تنظيم حملاتهم وهاشتاقاتهم.!!

 ألهذه الدرجة كان ولاؤهم  لأمهم الرؤم، ضد إبن وطنهم المظلوم.؟!

تباً لتلك العقول العطنة، والقلوب الميتة، وهم الذين لا يعرفون معنى الأخوة الحقيقية التي شرحها لنا سيد البشر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم..

( مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى. )

أين حقوق الإنسان التي يتنطعون بها صباح مساء.؟

أم إن عقولهم تبرمجت على توافه الامور، وغفلت وأُغلقت عن عظائمها.؟!

وصدق المتنبي حين قال:

على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ..

وتأتي على قدر الكرام المكارمُ.


وتعظمُ في عينِ الصغير صغارُها..

وتصغرُ في عينِ العظيم العظائمُ .

تباً لهولاء والله لأنصرن أخي في الإسلام والوطن، حتى لو تيقنت إدانته، ولا أسلمه لعدوي وعدوه، وعدو الإنسانية جمعا.

فكيف بمن كل الأدلة والشواهد تثبت براءته، وتلفيق التهمة له زوراً وبهتانا، ولنفترض إن تلك العقول الخاوية، ليست مقتنعة ببراءته، أليست عشر سنوات من السجن والغربة، والمعانة المؤلمة له ولأسرته، عقوبة كافية، بالنسبة لتهمته.؟

أليس من حقه علينا، أن نطالب اليوم بالإفراج عنه؟

فوالله لو كان كلبا امريكيا، في أحد السجون العربية، لقامت الدنيا ولم تقعد، ولانعقدت لها الأمم المتحدة، وأدانها مجلس الأمن، وجمعيات حقوق الإنسان والحيوان، والنبات والجماد،!!

وضجوا علينا بالإفراج عنه، ومنحه الحرية وكامل حقوقه الإنسانية، والا إنسانية، وإلا أضحينا دولا إرهابية ومجتمعات تفرخ الارهاب..

يكفيك أيها المواطن السعودي حميدان التركي، أن الشرفاء في الوطن، بشيبه وشبابه، برجاله ونسائه وأطفاله، وقفوا صفاً واحداً، ونادوا  بصوت واحد، الحرية لحميدان التركي.!

 فلا يضيرك ولايحزنك تخاذل فئة قليلة، أجّرت عقولها، وباعت ولاءها، وقتلت ضمائرها، لن يضرك تخذيلهم وكيدهم ومكرهم.

( ‏وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏. )

ستعود قريبا بمشيئة الله تعالى، لوطن إجتمع وتوحد، حزن واشتكى وسهر لأجلك.

ولأم أنهكها الشوق لرؤيتك، ولزوجة إحترق قلبها لفراقك، ولأولاد ظمئت أفئدتهم الغضة لحنانك وعطفك.

وإن تكالب عليك مكرهم وكيدهم، ولم يخرجوك لاسمح الله، فلن يضيع لك حقاً، "فعند الله تجتمع الخصوم" وعندها (سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).

إن السجن ليس شر محضاً في كل الأحوال، فيوسف سُجن وخرج صاحباه، فقُتل أحدهما، وعمل الأخر خادماً!!

وبقي يوسف ليخرج ملكاً، فالمحن تحمل في ثناياها المنح.

كن ذا روحا تيميا، واهزأ بوجوهم: ما يفعل أعدائي بي، فسجني خلوة...

 وصبراً ال حميدان فلن يخيّب الله ظنكم، ولن يرد أكفكم، وأكف الملايين، التي إرتفعت خلال الأيام الماضية، لن يردها خائبة، فربنا كريم، وله في كل شيء حكمة، لعله يريد أن يرى مدى صبرنا، وقوة تماسكنا وتمسكنا بحقوقنا، ليمحصنا من الخذلان والتخاذل، الذي سيطر علينا دهور ودهور، فلنثبت جميعاً على هذا الموقف، وبتلك القوة وصدق الأخوة، التي رئناها وقت المحاكمة، وستفرج بإذن الله، فما ضاقت الافرجت، فأشتداد ظلمة الليل إذاناً بطلوع الفجر، وأشتداد الأزمات يبشر بقرب الفرج بحول الله وقوته.

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها..

فرجت وكنت أظنها لن تفرج.

 ،،،،،،،،

سيفتح الله باباً كنت تحسبه..

من شدة اليأس لم يخلق بمفتاح.


يا أبناء وطني الأوفياء، أروا الله من أنفسكم خيرا ، اثبتوا على موقفكم، ألحوا بالدعاء خلال هذه الشهرين، ولتضع كل أم نفسها مكان أم تركي الحميدان، فتستشعر حرقتها وحزنها وألمها، على فراقه، وكل زوجة مكان زوجته، فتستشعر شوقها وضعفها، وقلة حيلتها في غيابه، وكل أبن وبنت مكان أولادة، فيستشعرون حاجتهم وأشتياقهم لحنانه وعطفه ودفء أحضانه، وليستشعر كل أخ وأخت، كم هو مؤلم ومحزن، فراق الأخ، ووقوفهم عاجزين أمام سجانه.

فلنوحد الدعاء في العلن والخفاء ولنخلص النوايا لدفع الرزايا، ولنتعلق بأبواب السماء لدفع البلاء، ورد كيد الأعداء.

ما أعجب أمرك يا حميدان.!! ماذا قدمت لنفسك عند ربك..؟

فوالله ما أجتمعت هذه الملايين من فراغ، ولاجمعها الله على باطل.

 ثلاثة هاشتاقات في يوم واحد تصل للترند العالمي، والله لقد رأينا من أمرك عجبا، ولكن هكذا المظلوم، يسخر الله له جنود السموات والارض، ويُري ظالمه العجائب، حتى ولو أصر ذلك الظالم على ظلمه، فهو في قرارة نفسه يشعر بالقهر من هذا التسخير، وتلك المعجزات، وأكبر دليل  على ذلك، موقف المدعية العامة، وعنادها وتعنتها ومماطلتها، وقلبها القضية لقضية شخصية، وعنصرية مقيته، ضد الدين والوطن.

يا أيها المولهون بالغرب..المسبحون بقيمه، الناعقون بعدالته: ماذا أنتم قائلون لنا عن قضية حميدان وموقف غربكم الظالم؟

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

لمن ينادي بإلغاء الهيئة!! حادثة الظهران..رسالة بلا تحية

لمن ينادي بإلغاء الهيئة!!
حادثة الظهران..رسالة بلا تحية


بقلم: سارة العمري
كاتبة سعودية


تراءت لي الفضيلة وهي تبكي...                       فقلت عـلام يغلبك البكــاءُ.
فقالت قد أضاعتني شباب...                              وأشياخ وعـادتني نسـاءُ.
وها أنا من نبـال القوم صرعى...                   تضرجني لدى قومي الدمـاءُ.
وأجمعت القوى منهـا وقالت...                            وقد ظهر التألم والعناءُ.
أرى داء الرذيلة بإنتـشـار...                         وأخشى أن يطـول به البقاءُ.
وذلك في الحقيقة شـر داء...                             عضـال لا يعالجه شـفاءُ.


شاهدت فديو تحرش الشباب بفتيات الشرقية، فصعقت وتألمت كثيراً، وبكيت على ماضينا الجميل وماكان يتميز به من مكارم الأخلاق.
وقد استشهد الدكتور/عبدالعزيز قاسم، في مقالته عن الحادثة، بقيم وأخلاق الحارة الحجازية القديمة.
وأنا أقول له لقد ذكرتني يادكتور بقريتي الحالمة، وبقيم وأخلاق أهلها، والترابط بين أفرادها، فقد كنا ننادي كل رجال القرية "بخالٍ أو عم " وشبابها بمثابة الأخوة لنا، وكانت الفتيات يتحركن بكل حرية، وإذا واجههن أي مشكلة يستعن بأحد شباب القرية، دون تردد أو خوف، بإعتباره الأخ المعين، والحارس الأمين.
وبالفعل كان كل شاب يرى بنات قريته كأخواته، فيحافظ على سمعتهن، ويحرسهن من عيون الغرباء، وغدر الدخلاء.

وهنا أتسأل بحرقة: أين نحن اليوم من تلك القيم الأصيلة والأخلاق الكريمة؟!
وهل وصل بنا الإنسلاخ من تعاليم ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، والتخلي عن عاداتنا وقيمنا وتقاليد مجتمعنا المحافظ، إلى هذه الدرجة من الإنحطاط الأخلاقي الذي لايقبله دين ولاعرف؟!
 حتى راينا الفضيلة تهتك وتنتهك، على أبواب الأسواق، وفي الشوارع والطرقات.!!
من قبل من تعقد عليهم الأمة الآمال، وتعدهم ذخرها وذخيرتها.
إني لأعجب من هذه الطريقة، الهمجية، والغريزة الحيوانية، التي تعامل بها هولاء الشباب مع الفتيات، وأعجب أكثر إنه لايوجد بينهم عاقل يردعهم، ولا غيور ينتخي لحماية تلك الضعيفات.
أين غيرة المسلم، و نخوة العربي، و حمية أبن الوطن.؟!
قد يحتج أحدهم بإن الفتيات كاشفات الوجوه أو متبرجات، ولكن هذا لايبرر الإعتداء عليهن ومضايقتهن، بل هي "حجة اقبح من ذنب" فالخطأ لايعالج بخطأ أكبر منه.
إن هولاء الشباب عينة مشوهة، لاتمت لتعاليم ديننا وأخلاقيات وقيم مجتمعنا بأية صلة، فقد شوهوا الصورة الجميلة لشبابنا المحافظ الغيور.

فهناك شباب لهم صور مشرقة، وبصمات إيجابية، ومواقف مشرفة، فهم يشاركون بكل همة ونشاط في كافة الفعاليات التطوعية، وهم أول من يتواجد في أماكن الكوارث، لتقديم العون والمساعدة، وسيول جده وإحتراق ناقلة الغاز في الرياض، وغيرها من المواقف خير شاهد على بطولاتهم.

وفي هذه الحادثة رسالة بلا تحية، لكل من ينادي بإلغاء الهيئة، أو تحجيم دورها، فعندما يغيب الأسود تستسعر الكلاب.!!
فالهيئة هي صمام أمان المجتمع، ورجالها هم حراس الفضيلة، ومحاربوا الرذيلة، فهم يقومون بأدوار بارزة، لحماية الفتيات من ابتزاز الشباب المستهتر، والمحافظة على قيم وأخلاقيات مجتمعنا المسلم من طيش المتهورين، وعبث العابثين.

فبعد هذه الحادثة إتضح بالدليل القاطع مال للهيئة من أهمية، ودور بارز وفعال، في محاربة الفاحشة، ومقاومة الفساد الأخلاقي.
وإني لأخشى على من يطالب بإلغائها أن يندرج تحت قوله تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.)

إن خيرية هذه الأمة في بقاء شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد جعلها الله من الواجبات على من مكنهم في الأرض، قال ربنا تبارك وتعالى:
الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ.)

لقد حاول محاربوا الهيئة من خلال وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي، أن يكونوا رأياً مجتمعيا سلبياً عن الهيئة، ولكن أتت هذه الحادثة قاصمة لظهورهم، مبينة لعوار عقولهم،
وأثبتت بأن لاغنى للمجتمع عن رجال الحسبة الأفذاذ، الذين يأخذون على يد السفيه، ويردعون كل مفسد وخبيث، والكل يتحدث على أن هيبة رجل الهيئة عند هؤلاء الشباب أكثر بكثير من هيبة رجل الأمن..
وقد تكوّن لدى المجتمع بعد هذه الحادثة قناعة، بأن من يطالب بإلغاء الهيئة، يريد أن تنتشر المنكرات، ويعم الفساد في البلد، بدعوى الحرية والإصلاح!!
فأصبح كثير من المنادون بإلغاء الهيئة سابقاً، مؤيدين الآن لإستمرارها وتكثيف جهودها، فرد الله كيد المفسدين في نحورهم، وأظهر الحق رغماً عن أونوفهم.

إن السواد الأعظم من المجتمع اليوم، يطالب بأن تُعطى الهيئة الصلاحية المُطلقة، في معاقبة منتهكي أعراض المسلمين، ومخالفي السمت العام للمجتمع، فدورها لايزال ضعيف والنظام لايتيح لها صلاحية معاقبة المذنب.

وقد قال عثمان بن عفان - رضي الله عنه:(إن الله ليزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن.)
كما يجب تفعيل نظام الحماية من الإيذاء، والذي  يشتمل ضمنياً على منع التحرش.
والإعلان عن العقوبة الواردة فيه، وهي السجن والغرامة المالية، ويجب إضافة التشهير، لتكون رادعة للشباب المتهور، وحماية للمرأة من شرورهم.
وربط هذا النظام بالهيئة مباشرة، وإعطائها كامل الصلاحيات في تطبيقه وتنفيذه.

ولابد من التأكيد على أهمية التمسك بالأخلاق والقيم الفاضلة، فلها في ديننا أهمية عظمى في إصلاح حياة الفرد والمجتمع.
 فإذا انتحرت الأخلاق انتشرت الرذيلة، وطمست الفضيلة، وزدادت الجريمة.

سنوا قوانين صارمة لمنع التحرش، وأعطوا رجل الهيئة كامل صلاحيته، وخذوا أمناً إجتماعياً .

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2013

" قيادة المرأة للسيارة ": حوار مع ابني المبتعث في أمريكا

قيادة المرأة للسيارة " : 
حوار مع ابني المبتعث في أمريكا

بقلم: سارة العمري
كاتبة سعودية




في يوم عيد الأضحى المبارك هاتفني "ولدي محمد، المبتعث للدارسة في الولايات المتحدة الأمريكية، مهنئاً بالعيد، فتجاذبنا أطراف الحديث، ومن ضمن حديثنا تطرقنا "لموقعة ٢٦اكتوبر المنتظرة"!!
فسألني هل أنتِ مع أم ضد، قلت: بل أنا ضد
.
قال: إنني لم أر أي مشاكل تواجه المرأة الأمريكية وهي تقود سيارتها بنفسها، فلا تتعرض لأية مضايقات، فهي من توصل أولادها لمدارسهم، وتذهب لعملها وتقضي جميع إحتياجاتها، بكل يسر وأمان، دون الحاجة إلى زوج أو أبن أو سائق!
فقلت له بإختصار:
نحن يا ولدي مجتمع له خصوصيته وتعاليم دينه وقيمه التي يحتكم إليها.
ولكن إذا سلمنا جدلاً بغض النظر عن رأيي الرافض لقيادة المرأة للسيارة، وإنه لو تم، سيفتح علينا من الشرور ماالله به عليم!
فإذا سلمنا بإنه يوماً يمكن أن يصبح أمراً واقعاً.
فأتني بقوانين وأنظمة أمريكا الصارمة، وشوارعها الواسعة والمنظمة، وشبكة النقل العام الذي بدوره يقلل من الزحام والإختناقات المرورية، وثقافة ووعي شعبها.
وستجدني أول المؤيدين!
سكت ابني محمد المبتعث في أمريكا!!، وراح في تفكير عميق شعرت به عبر سماعة الهاتف

أنا هنا لا أمجد القوم ولكن..(وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚاعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ)

تابعت خلال الأيام الماضية النقاشات الدائرة حول قيادة المرأة للسيارة بين مؤيدٍ ومعارض.
فوجدت كلاً يغني على ليلاه!!
بحيث لاتوجد رؤية مشتركة، ولانية صادقة، لإيجاد حلول جذرية ناجعة لهذه القضية، التي طال الحديث حولها حتى سئمناه!!

فموضوع قيادة المرأة للسيارة، قد أشغل المجتمع عن قضايا أهم وأكبر، وأخذ أكبر مما يستحق من البحث والنقاش، وأحدث الفرقة والتنافر بين أبناء الوطن الواحد، فبدل البحث عن الحلول، والإتفاق على أن المشكلة هي كيفية إنتقال المرأة من مكان إلى آخر بطريقة آمنة ويسيرة، بلا تكاليف باهظة، ولامعوقات أو مخاطر غير محمودة العواقب، وبحلول مقبولة من كافة أطياف المجتمع.
وليست المشكلة في جلوسها في المقعد الأمامي أو الخلفي!!
حينها يجب أن نفكر في حلول علمية وعملية، بحيث يكون هدفنا حل المشكلة، وليس إنتصار تيار على آخر، وكأننا في معركة لابد فيها من رابح وخاسر!!
بل يجب النظر إلى البنية التحتية المتهالكة، وغير المؤهلة لإستيعاب العدد الحالي من السيارات، فكيف بها إذا تضاعفت الأعداد.
وكذلك النظر إلى الأنظمة والقوانين الواهية، وغير الفاعلة، بحيث لايمكنها ردع المتهورين ومحاسبة المخالفين، ومعاقبة كل من تسول له نفسه المساس بالنساء وإيذائهن.
 وإلى الأجهزة الحكومية ذات الإختصاص، ومدى فاعليتها وجاهزيتها لتحمّل تبعات هذا الموضوع، ومايمكن أن ينتج عنه من مشاكل ومعضلات.

فبدل إنشغالنا بسب وقذف بعضنا، متناسين بأننا أبناء وطن واحد، يستوعبنا بكل توجهاتنا ومعتقداتنا، يجب أن يكون همنا الأكبر هو مصلحته وتقدمه، والمحافظة على ثوابته التي قام عليها، وهذا لن يحدث بالفرقة والتشرذم، ولكن بوحدة الصف، وإجتماع الكلمة.
يجب أن يتفق الجميع على أن حل أي مشكلة ينبغي أن لا ينشأ عنه مشكلة أكبر منها.!
ومن المعلوم للجميع إن قيادة المرأة للسيارة في الظروف الحالية، ستجلب مشكلات أعظم وأكثر مما ستقضيه من إحتياجات.
كالجرائم الأخلاقية، والأعباء الإقتصادية، والإختناقات المرورية، فأجهزة الشرطة والمرور الحالية ليست قادرة على السيطرة على الشباب، فكيف إذا قادت الفتايات، واختلط الحابل بالنابل.؟؟!!

يقول الشيخ عبدالعزيز الطريفي حفظه الله: نهى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم..
الرجال عن ركوب الدواب حال الخوف وورود المفسدة فقال صلى الله عليه وسلم ( لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ، ما سار راكب بليل وحده)، فسفر الواحد على الدابة في الصحراء خطر أوجب النهي ولو كان الراكب رجلاً.

فكيف بحال المرأة في ظل عدم توفر القوانين التي تحميها، والبيئة الأمنة والمناسبة لقيادتها.
ومن الحلول المعمول بها في جميع أنحاء العالم لتسهيل تنقل الرجل قبل المرأة ومنع الزحام والإختناقات المرورية، نظام النقل العام الذي ليس له وجود في بلادنا حتى الآن.!
ومن الحلول المقترحة والأمنه لتنفل المرأة مايلي:
*باصات نقل عام خاصة بالنساء أو تخصيص مقاعد لهن منفصلة عن الرجال.
*قيام كل وزارة أو جهة عمل، بتوفير وسيلة نقل للنساء اللواتي يعملن لديها، أسوة بالموظفين والموظفات الأجانب في بلادنا، فأغلبهم متوفر لهم وسائل نقل.
شركات نقل خاصة توفر باصات آمنه خاصة بالنساء، بسائقين مدربين على كفالة الشركة وتحت مسؤليتها.
*الإستفاده من المتقاعدين من كبار السن الذين رواتبهم لاتكفي إحتياجاتهم وإفادتهم بالتعاقد معهم في هذا المجال، فهم أولى وأكثر أماناً من الأجنبي.
*إتفاق موظفات كل قطاع، بإن تقوم المقتدرات منهن، بشراء سيارات نقل صغيرة، ويوصلن زميلاتهن، مقابل مبالغ معقولة، فبذلك تفيد وتستفيد.
*السائق الخاص، والذين يحتجون بخلوته بالمرأة فحجتهم واهية، فالشارع يضج بالمارة، وفي الغالب أن المرأة تخرج لعملها مع أولادها وليست وحدها.
وهنا أعجب أشد العجب من غيرتهم على المرأة وخوفهم عليها من السائق، وهم ينادون بإختلاطها بالرجل في جميع مجالات الحياة، قمة التناقض والتحايل.!
نحن إذا أصلحنا النية، ووحدنا الكلمة، وغلّبنا المصلحة العامة، على المصالح الخاصة، أستطعنا أن نجد الحلول المناسبة لأي مشكلة نواجهها دون تناحر وإختلاف، وفرقة ونفرة بين أبناء المجتمع الواحد.

الجدير بالذكر إن اليابان التي نمجدها وندعوا إلى الإقتداء بها، في تطورها ورقيها، قد قامت مؤخراً بفصل باصات السيدات عن باصات الرجال في طوكيو، لإزدياد حالات التحرش نتيجة الإختلاط.
لقد قاموا بحل المشكلة بطريقة عملية سريعة، دون جدل أو عراك.!
ولم يتهمهم أحد بالعنصرية ضد النساء، أو بأنهم مجتمع ذكوري متسلط.!
فيجب أن يكون هناك إنصاف في الدعوة للإقتداء والا نكيل بمكيالين!

أيها العقلاء والغيورين،على الدين والوطن.
أرى تحت الرماد وميض نار...ويوشك أن يكون لها ضرام.
فإنّ النار بالعودين تذكى...وإن الحرب مبدؤها كلام.!
فإن لم يطفئوها عقلاء قوم...يكون وقودها جثث وهام.
علينا أن نحكم العقول لا العواطف، وننظر لهذه القضية بمسؤلية وأمانة، والا ننجر وراء دعوة من مراهقة، أطلقتها من خارج الوطن، وطبل لها شرذمة قليلون من الداخل، هذه دعوة إلى مظاهرة حقيقة، وكما قال الكاتب محمد معروف الشيباني في تغريدة له عبر حسابه في تويتر: إذا دخلت المظاهرات من النافذة خرج الأمن من الباب!!
ولنا فيما يحدث من حولنا عظة وعبرة، فهل سيواجه المسؤلين هذه المظاهرة بالحزم والحسم، كغيرها؟!
أم أن هناك من يدعمها ويمهد لها الطريق بالتغاضي وتسجيلها كمخالفة مرورية فقط؟!
ليختبر ردة فعل المجتمع لفرض أمر يحاك خلف الكواليس.!!
إن بلاد الحرمين، وقبلة المسلمين ومهوى إفئدتهم مستهدفه فهي آخر معقل للإسلام على وجه الأرض.
وحكومتنا أعزها الله بالإسلام، فهو منهجها ودستورها، فهي مما لاشك فيه محاربة من أعدائها، وهناك  من يخطط أن يهدم بلادنا وحكومتنا من الداخل، عن طريق أدوات من بني جلدتنا تدار وتوجه من الخارج، فهل نعطيهم الفرصة ونمهد لهم الطريق.؟!

إليكم هذه الوثيقة عن الهدف الحقيقي لمثل هذه المطالبات والحملات.

وثائق ويكيليكس.
عنوان الوثيقة: نساء سعوديات يخططن للقيام بحملة للمطالبة بقيادة السيارة
رقم الوثيقة: 09JEDDAH283
تاريخ الوثيقة: 29-7-2009
المصدر: قنصلية الولايات المتحدة الأمريكية في جدة.!
النص..
من المهم ملاحظة أن حصول المرأة على حق القيادة لن يطور بحد ذاته حالة النساء. القضية الحقيقية خلف ذلك، والتي تتلقى و ببطئ الإهتمام في المجتمع السعودي والدولي، هي الحاجة للوصول إلى إستقلال قانوني كامل للمرأة، والذي يتطلب إلغاء نظام القوامة الذكوري المتسلط، فالقدرة على القيادة سوف تعني القليل، إذا لم تكن المرأة حرة في المقام الأول، لتركب السيارة وتذهب حيث شاءت دون إذن من وليّها.!!

إنتهى النص .. وأترك لكم الحكم والتعليق، فابني المبتعث في أمريكا بدأ بالإقتناع والحمد لله,,

الاثنين، 9 سبتمبر 2013

وقتما دخلت القبر

وقتما دخلت القبر

  بقلم: سارة العمري
  كاتبة سعودية


دخلت القبر كما ميمون بن مهران، حيث تروى كتب التراث أن التابعي الجليل ميمون، كان دائم الإستعداد للموت، لدرجة أنه حفر قبراً في بيته، فكان يدخل القبر قبل أن ينام، فيقرأ ويبكي طويلاً، ثم يخرج من القبر ويقول: يا ميمون ها قد خرجت من القبر فأعمل صالحاً قبل أن تندم، وقد مررت الأسبوع الماضي بذات التجربة، ولكن بطريقة أخرى وقبر مختلف..
فقد تعرضت خلال الأيام الماضية، لوعكة صحية عابرة، مرت بسلام ولله الحمد والمنّة، وكنت في أمسّ الحاجة لمن يقف بجانبي ويواسيني. فتحت هاتفي ونظرت لقائمة الأسماء، فوجدت مئات الأرقام للأهل والأقارب، والأصحاب والأحباب، والصديقات والزميلات.
 ولكنني فجأة تراجعت عن الإتصال بأي منهم، أوطلب الإستعانة بأحدهم لمرافقتي للمستشفى، والوقوف بجانبي في هذا الموقف العسير.
تذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لإبن عباس، (إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف. )  
ثم تذكرت ‏ذلك اليوم الذي أذهب فيه بلا رجعة، ويتخلى عني القريب والبعيد، والحبيب والصديق، والأهل والمال والبنون. 
( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ). 
فأستجمعت قواي، واستعنت بالله وتوكلت عليه، وقررت الذهاب بمفردي، لعمل الفحص ‏بالرنين المغنطيسي، والذي مدته ساعة ونصف، ولمن لا يعرف هذا الفحص المخيف، فهو شديد الشبه بالقبر في ضيقه ووحشته وظلمته، ناهيك عن صوته المزعج، الذي كأنه يطرق رأس الداخل فيه بالمطارق.!!
أدخلوني غرفة الأشعة، وإذا هي كثلاجة الموتى لشدة برودتها، وقتها بدأ الخوف يتسلل لقلبي، فقامت الأخصائية بلفّ جسمي "بشرشف" أبيض، وربطت رجليّ ويديّ، وثبتت رأسي بحيث لا أستطيع الحركة أبداً، ثم أدخلتني في تلك الخلية المرعبة.!
فارتعدت وارتجفت، وأخذت أقرأ ما أحفظه من آيات قرانية، وأردد ما أعرفه من أذكار، وأسبح واستغفر واُهلل، وقد جف ريقي، واختل توازني، وخفق قلبي، وضاقت نفسي، وانهمرت دموعي، وأحسست بوحشة وغربة، وألم وندم وحسرة.
وأنا بتلك الحالة، تخيلت أنني أدخلت قبري، فحضر أمامي الموت وسكرته، والكفن وقبضته، والقبر وضمته ووحشته، والملك وهيبته، والسؤال وحيرته، وهل سأجيبه أم ينعقد لساني بالتأتأة، وانتابتني غصة مؤلمة، وخشيةً  قاتلة. 
تأتي الآيات الكريمات في مثل هذه المواقف: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ).
بنفس حالتي تلك، حيث رأسي مثبت بشكل متين، لا أملك أن أميل أو أتقلب، لم أقدر إلا أن أتخيل نفسي أنني رفعت نظري للسماء، وقلت رحماك ربي، ياهل ترى من أي الفريقين سأكون؟!
ثم التفت عن يميني، فإذا بالجنة ونعيمها، وروحها وريحانها، وتساءلت : هل سيفتح لي في ذلك اليوم باباً إليها؟ فأنعم برحيقها وسلسبيلها، والسعادة الأبدية فيها..
ثم نظرت عن يساري، فإذا بالنار وسعيرها، وعادت الأسئلة مرة آخرى، وكيف سيكون حالي لو فتح لي باباً إليها؟ فمسني حرها وزمهريرها، وحميمها وغسلينها.
كل هذه الخيالات والأسئلة تمر عليّ، وأنا ممدة داخل ذلك الكفن والصندوق الطبي، لا أملك حراكا، إلا التفكر بمصيري، وأطلقت خيالي وأنا أنظر أمامي،  وأتساءل : هل سيمدّ لي في قبري مدّ بصري؟ أم سيضيق عليّ حتى تختلف أضلاعي؟
وفجأة صرخت دون أن أشعر، وأنا أبكي وأنتحب، ( رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ)..
كانت الصرخة الأخيرة حقيقية، قلت بها وأنا أبكي وأبكي، وقد استحضرت كل المشهد أمامي، وسمعت الطبيبة صوتي عبر "المايك" فأتتني، وهدأت من روعي وطمأنتني بإن نتائج الفحص مطمئنة ولله الحمد.
 وبشرتني بإنه لم يتبق من الوقت سوى خمسة عشر دقيقة، ففرحت، وارتاحت نفسي قليلا، وبت أسأل نفسي : أتعلمين أن الموت كأس وكل الناس شاربه ... والقبر بيت وكل الناس داخله، وإن العمر مهما طال لابد من دخول القبر.
وعدت إلى تلك الخيالات التي يستحضرها المؤمن، وقتما تشتد عليه المحنة، وبت أسأل وألوم نفسي: هل تفكرتِ في الموت وسكراته؟ وصعوبة كأسه ومرارته؟
هل تعلمين أن الموت مُقرّحٌ للقلوب، ومُبك للعيون، ومفرقٌ للجماعات، وهادمٌ للذات، وقاطعٌ للأمنيات؟؟ فيا للموت من وعد ما أصدقه ومن حاكم ما أعدله!!
أنقل لكم يا أحبتي ، كل التجربة التي مررت بها، والأسئلة التي جاءتني في حالتي تلك ، وكنت أقول: يانفس هل تعلمين ماذا بعد الموت..؟ 
إنها حفرة ضيقة، وظلمة دامسة، وغربة موحشة، سؤال..! عقاب وعذاب، ثم جنة أو نار.!!
يا نفس لقد أدمنت الذنوب ، وعصيت علام الغيوب، أما آن لك أن تتوبي ولربك تُنيبي؟!
لم أصدق خروجي من تلك التجربة، وتذكرت ميمون بن مهران، وعرفت كيف أن أولئك العظماء والأولياء لله، احتفظوا بإيمانهم وقربهم من الله، عبر مرورهم بمثل هذه التجارب، وترددت كثيراً قبل أن أكتب عن هذه التجربة، ولكنني وجدت فيها عظة وعبرة، أحببت نقلها لكم، فلعل غافلا يصحو من غفلته، أومعرضاً عن الطريق يعود لجادته، أو ناسياً للموت يتذكره.
حقا، إنها لتجربة عميقة الأثر في نفسي، وسأعود إلى هذه الكتابة، لأتذكر الآخرة والقبر، تجربة اعتبرت منها واتعظت، لن أنساها أبدا.