السبت، 2 نوفمبر 2013

" قضية حميدان التركي " بين طابور الغرب الخامس وشرفاء الوطن

" قضية حميدان التركي "
بين طابور الغرب الخامس وشرفاء الوطن

بقلم: سارة العمري
كاتبة سعودية


تابعت خلال الأسبوعين الماضيين، بكل إهتمام وترقب، محاكمة أخينا "حميدان التركي "، ومدى التفاعل والدعم، الذي حظيت به من أبناء وطني المخلصين، ولفت نظري، غياب أقلام الخفافيش، الذين يقتاتون على الفتن، ويعيشون في الظلام، أصحاب الشعارات البراقة، واللافتات الخداعة: الحرية- العدالة- حقوق الإنسان.

فلم أر منهم من أحدٍ ولم أسمع لهم ركزا.

أين ديناصورات الصحافة.؟أين زعيمات ٢٦اكتوبر عن٢٤ و- ٣١اكتوبر.؟

أين الغربان الناعقة، أين المتردية والنطيحة، عن ١نوفمبر.؟

أين دعاة الحرية، والمطالبين بالعدالة والحقوق الإنسانية.؟!

أين هم من قضية إنسانية، واضحة وضوح الشمس، ومن عدالة منتهكة، لإبن من أبناء الوطن.؟ وهم الذين لطالما شنفوا أسماعنا وتباكوا علينا بالوطنية، وعندما أتت الوطنية الحقة لابن من أبنائها انخذلوا ..خذلهم الله.

فلم نسمع أصواتهم، ولم نر نزف أقلامهم، ولا تنظيم حملاتهم وهاشتاقاتهم.!!

 ألهذه الدرجة كان ولاؤهم  لأمهم الرؤم، ضد إبن وطنهم المظلوم.؟!

تباً لتلك العقول العطنة، والقلوب الميتة، وهم الذين لا يعرفون معنى الأخوة الحقيقية التي شرحها لنا سيد البشر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم..

( مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى. )

أين حقوق الإنسان التي يتنطعون بها صباح مساء.؟

أم إن عقولهم تبرمجت على توافه الامور، وغفلت وأُغلقت عن عظائمها.؟!

وصدق المتنبي حين قال:

على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ..

وتأتي على قدر الكرام المكارمُ.


وتعظمُ في عينِ الصغير صغارُها..

وتصغرُ في عينِ العظيم العظائمُ .

تباً لهولاء والله لأنصرن أخي في الإسلام والوطن، حتى لو تيقنت إدانته، ولا أسلمه لعدوي وعدوه، وعدو الإنسانية جمعا.

فكيف بمن كل الأدلة والشواهد تثبت براءته، وتلفيق التهمة له زوراً وبهتانا، ولنفترض إن تلك العقول الخاوية، ليست مقتنعة ببراءته، أليست عشر سنوات من السجن والغربة، والمعانة المؤلمة له ولأسرته، عقوبة كافية، بالنسبة لتهمته.؟

أليس من حقه علينا، أن نطالب اليوم بالإفراج عنه؟

فوالله لو كان كلبا امريكيا، في أحد السجون العربية، لقامت الدنيا ولم تقعد، ولانعقدت لها الأمم المتحدة، وأدانها مجلس الأمن، وجمعيات حقوق الإنسان والحيوان، والنبات والجماد،!!

وضجوا علينا بالإفراج عنه، ومنحه الحرية وكامل حقوقه الإنسانية، والا إنسانية، وإلا أضحينا دولا إرهابية ومجتمعات تفرخ الارهاب..

يكفيك أيها المواطن السعودي حميدان التركي، أن الشرفاء في الوطن، بشيبه وشبابه، برجاله ونسائه وأطفاله، وقفوا صفاً واحداً، ونادوا  بصوت واحد، الحرية لحميدان التركي.!

 فلا يضيرك ولايحزنك تخاذل فئة قليلة، أجّرت عقولها، وباعت ولاءها، وقتلت ضمائرها، لن يضرك تخذيلهم وكيدهم ومكرهم.

( ‏وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏. )

ستعود قريبا بمشيئة الله تعالى، لوطن إجتمع وتوحد، حزن واشتكى وسهر لأجلك.

ولأم أنهكها الشوق لرؤيتك، ولزوجة إحترق قلبها لفراقك، ولأولاد ظمئت أفئدتهم الغضة لحنانك وعطفك.

وإن تكالب عليك مكرهم وكيدهم، ولم يخرجوك لاسمح الله، فلن يضيع لك حقاً، "فعند الله تجتمع الخصوم" وعندها (سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).

إن السجن ليس شر محضاً في كل الأحوال، فيوسف سُجن وخرج صاحباه، فقُتل أحدهما، وعمل الأخر خادماً!!

وبقي يوسف ليخرج ملكاً، فالمحن تحمل في ثناياها المنح.

كن ذا روحا تيميا، واهزأ بوجوهم: ما يفعل أعدائي بي، فسجني خلوة...

 وصبراً ال حميدان فلن يخيّب الله ظنكم، ولن يرد أكفكم، وأكف الملايين، التي إرتفعت خلال الأيام الماضية، لن يردها خائبة، فربنا كريم، وله في كل شيء حكمة، لعله يريد أن يرى مدى صبرنا، وقوة تماسكنا وتمسكنا بحقوقنا، ليمحصنا من الخذلان والتخاذل، الذي سيطر علينا دهور ودهور، فلنثبت جميعاً على هذا الموقف، وبتلك القوة وصدق الأخوة، التي رئناها وقت المحاكمة، وستفرج بإذن الله، فما ضاقت الافرجت، فأشتداد ظلمة الليل إذاناً بطلوع الفجر، وأشتداد الأزمات يبشر بقرب الفرج بحول الله وقوته.

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها..

فرجت وكنت أظنها لن تفرج.

 ،،،،،،،،

سيفتح الله باباً كنت تحسبه..

من شدة اليأس لم يخلق بمفتاح.


يا أبناء وطني الأوفياء، أروا الله من أنفسكم خيرا ، اثبتوا على موقفكم، ألحوا بالدعاء خلال هذه الشهرين، ولتضع كل أم نفسها مكان أم تركي الحميدان، فتستشعر حرقتها وحزنها وألمها، على فراقه، وكل زوجة مكان زوجته، فتستشعر شوقها وضعفها، وقلة حيلتها في غيابه، وكل أبن وبنت مكان أولادة، فيستشعرون حاجتهم وأشتياقهم لحنانه وعطفه ودفء أحضانه، وليستشعر كل أخ وأخت، كم هو مؤلم ومحزن، فراق الأخ، ووقوفهم عاجزين أمام سجانه.

فلنوحد الدعاء في العلن والخفاء ولنخلص النوايا لدفع الرزايا، ولنتعلق بأبواب السماء لدفع البلاء، ورد كيد الأعداء.

ما أعجب أمرك يا حميدان.!! ماذا قدمت لنفسك عند ربك..؟

فوالله ما أجتمعت هذه الملايين من فراغ، ولاجمعها الله على باطل.

 ثلاثة هاشتاقات في يوم واحد تصل للترند العالمي، والله لقد رأينا من أمرك عجبا، ولكن هكذا المظلوم، يسخر الله له جنود السموات والارض، ويُري ظالمه العجائب، حتى ولو أصر ذلك الظالم على ظلمه، فهو في قرارة نفسه يشعر بالقهر من هذا التسخير، وتلك المعجزات، وأكبر دليل  على ذلك، موقف المدعية العامة، وعنادها وتعنتها ومماطلتها، وقلبها القضية لقضية شخصية، وعنصرية مقيته، ضد الدين والوطن.

يا أيها المولهون بالغرب..المسبحون بقيمه، الناعقون بعدالته: ماذا أنتم قائلون لنا عن قضية حميدان وموقف غربكم الظالم؟

هناك 3 تعليقات:

  1. مقال رائع الف شكر لك كلامك يثلج الصدر

    ردحذف
  2. أثلج الله صدرك كما أثلجت بكلماتك الرائعه صدورناا

    ردحذف
  3. يا عزيزتي جريمة التركي هي استعباد الخادمة وهي لا تغفر في القانون الأمريكي

    ردحذف