الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

القافلة وصلت والكلاب تنبح


"القافلة وصلت والكلاب تنبح"

بقلم: سارة العمري




قبل أسابيع، كنت في رحلة على متن الخطوط السعودية، وحينما استقررت في مقعدي، همست في أذن ابنتي قائلة: "أشعر بانتماء عميق وولاء كبير لهذه الخطوط، بل حب لكل ما يمثل هذا الوطن العظيم."
وما هي إلا لحظات حتى توالت أمامي أسباب هذا الشعور.

بدءًا من الترحيب الودود من قائد الطائرة السعودي، مروراً بشعور الطمأنينة الذي يغمر القلب مع قراءة دعاء السفر الذي رافقنا لسنوات على متن هذه الخطوط.
ثم توالت حفاوة الشباب السعوديين الذين يعملون كمضيفين، بعباراتهم التي تجمع بين الأدب والود. "لاهنت يا عم"، "لو تكرمتِ يا والدة"، "سمّ وحاضر وابشر".

وجدت نفسي في مشهد عائلي يفيض بالألفة والحب، فأغمضت عيناي وقلبي يملؤه الاعتزاز، وابتسامة رضا تعلو وجهي، وأنا أتمتم: الحمد لله على نعمة السعودية.وما هي إلا أيام حتى انطلقت القوافل البرية التي تحمل الطائرات السعودية القديمة في رحلةٍ استثنائية من جدة إلى الرياض.

لم تكن تلك الطائرات مجرد آلاتٍ صماء، بل كانت رمزاً تاريخياً يحكي عن حقبة مجيدة من أمجاد المملكة، وعن دور هذه الطائرات في رفعة شعار الوطن وتحليقها ذات يومٍ عاليًا في سماء العزة والفخر.في كل مدينة وقرية مرت بها القوافل، كان السعوديون، يقفون في انتظارها، يملؤهم الشوق والحنين لتلك الطائرات التي حلّقت في السماء رافعةً شعار المملكة.

لم يكن الاحتفاء بالحديد كما قال معالي المستشار تركي آل الشيخ، بل بالشعار الذي تحمله، شعار العز والشموخ، الذي يمثل لكل سعودي رمزاً للخير والعدل والقوة.السعوديون بطبعهم أهل كرمٍ وضيافة، وبمجرد مرور القوافل في قراهم ومدنهم، لم يتوانوا عن التعبير عن فخرهم ووفائهم لوطنهم. انتشرت الولائم في الطرقات، وامتلأت الطرقات بالهتافات والاحتفالات، وكأن تلك الطائرات تعود لتحلق من جديد في سماء الولاء والعزة. هذا الكرم السعودي الأصيل لم يكن مجرد ضيافة، بل كان رسالة للعالم أن الشعب السعودي لا ينسى رموزه ولا يتنكر لماضيه المجيد.

ولعل ما أغاظ أعداء الوطن وخفافيش الظلام هو هذا الاحتفاء الكبير بشعار المملكة، ذلك الشعار الذي تنكروا له وخانوه، وظنوا أن بإمكانهم محوه من ذاكرة الوطن والمواطن.
ولكن الطائرات القديمة التي حملت هذا الشعار عبر فضاءات العالم يوماً ما، تعود اليوم لتذكرنا جميعاً بقيمة هذا الرمز الذي ضحى من أجله الأجداد، والذي ما زال يعبر عن قوة ومجد هذا الوطن.

بينما تنكر أعداء الوطن لفضله، واصلت الطائرات، ولو على متن ناقلات برية، في رحلتها وهي تحمل وفاءً صامتاً أعظم من كلماتهم الجوفاء.
لقد عبرت هذه الطائرات فضاءات العالم بشعار المملكة، رافعة هذا الشعار في كل مكان، وكانت أكثر ولاءً لوطنها من أولئك الذين باعوا ضمائرهم وتآمروا على وطنهم.

ونحن السعوديين، قيادةً وشعباً، نحمل هذا الشعار في قلوبنا قبل أن تحمله الطائرات على أجنحتها، ورغم نعيق الغربان وتآمر الخونة، يبقى السعوديون أوفياء لوطنهم، ماضين في طريقهم تحت راية التوحيد بقيادة والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده القوي الأمين قائدنا الملهم الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله وأيّدهما بنصره وتوفيقه.

وفي الختام، نقولها بملء الفم: القافلة تسير، والكلاب تنبح.
المملكة العربية السعودية تسير بخطى ثابتة نحو مستقبلٍ أكثر إشراقاً، ولن يوقفها نعيق الأعداء أو تآمر الخائنين.



هناك 5 تعليقات:

  1. بارك الله فيك أختي ساره وبيض الله وجهك وسلمت يدك على كل حرف نطقتيه نيابةً عن كل سعودي مخلص لهذا البلد العظيم حفظه الله من كيد الكائدين ومكر الماكرين ونحمدالله ونشكره على جميع النعم ومنها المملكة العربية السعوديه 🇸🇦🇸🇦🇸🇦🇸🇦

    ردحذف
  2. مقالة وافية وتُعبر عن الواقع .

    ردحذف
  3. صح لسانك وقلمك استاذة سارة

    ردحذف
  4. كل حرف امكتب بدعتي فيه ووصلتي كلام كثير نعجز قووله .. الله يديم وطنا ومليكنا وشعبنا

    ردحذف
  5. كلام من درر سلمت أناملك وسلم ابداعك متالقه كالعاده فخوره فيك يالغاليه وفخوره كونك من قبيلتي.. استمري في ابداعك وكلنا فخر فيك ❤️❤️❤️

    ردحذف