من تصفية نصر الله إلى اغتيال قادة الحرس الثوري
بقلم: سارة آل فارس العمري
لست كاتبة محترفة، ولا أزعم امتلاك أدوات التحليل الأكاديمي، لكنني متابعة للشأن السياسي منذ أكثر من ثلاثين عاماً، ورأيت خلال هذه السنوات ما يكفي من الحروب والصفقات والانقلابات الخفية.
ومع مرور الوقت، أصبحت أكثر حساسية تجاه ما لا يقال، وأكثر ميلاً لقراءة ما بين السطور.
لذلك، حين أراقب ما يجري اليوم بين إسرائيل وإيران، لا أراه مجرد مواجهة تقليدية أو تصعيداً نووياً، بل أراه فصلاً متاخراً من خطة أوسع، بدأت منذ سنوات، وها هي تصل الآن إلى لحظة الحسم.
تصفية الأذرع .. تمهيد لضرب الرأس
ما جرى خلال السنوات الأخيرة لم يكن عشوائياً. بل بدا وكأن هناك من يمهد المسرح لضرب إيران في قلبها، بعد تفكيك نفوذها الإقليمي ذراعاً تلو الأخرى:
حزب الله وقيادته، وعلى رأسهم حسن نصر الله، أصبحوا في مرمى الاستهدافات الدقيقة، وتحت ضغط استخباراتي وعسكري غير مسبوق.
الحوثيون، بعد تصعيدهم الكبير، تلقوا ضربات قاسية أضعفتهم ميدانياً وسياسياً، وفتحت باب التآكل من الداخل.
النظام السوري لم يعد موجوداً فعلياً، بعد أن انهار سياسياً وميدانياً، وفقد قراره وسيادته، وبات كياناً خاوٍ لا يمثل سوى ذكرى لمرحلة مضت.
حركة حماس، التي لطالما كانت ورقة إيران في الساحة الفلسطينية، تعرضت لاغتيالات طالت رموزها البارزين، وكأن الهدف هو تفريغها من قيادتها ومن مشروعها العسكري.
بعد كل هذا، بدا أن الطريق صار ممهداً للوصول إلى مركز القرار في طهران.
ضرب الداخل الإيراني .. هل هناك من سهل المهمة؟
الاغتيالات التي استهدفت قادة كبار في الحرس الثوري، والعقول النووية، وتكرار الاختراقات الأمنية داخل إيران، تثير سؤالًا مشروعاً:
هل هناك من الداخل من يسهل هذه المهمة؟
ربما تعب البعض من العقيدة الصدامية للنظام، وربما وصلوا إلى قناعة أن إيران بحاجة إلى وجه جديد، وفكر جديد، يتصالح مع الواقع بدلاً من مواصلة الصراع العبثي.
وقد يكون المشروع الآن ليس إسقاط النظام بمعناه الكامل، بل تفكيكه من الداخل وإعادة بنائه على أسس جديدة.
إسرائيل تنفذ .. لكنها ليست وحدها
تبدو إسرائيل في واجهة المشهد، تنفذ بدقة وهدوء، لكن هل هي تتحرك منفردة؟
أم أن هناك تنسيقاً اقليمياً ودولياً، وربما “قبولاً ضمنياً” من بعض التيارات داخل إيران، لإعادة تشكيل النظام؟
ما يحدث يتجاوز فكرة الردع النووي، ويتجه نحو هدم العقيدة الثورية التي قامت عليها الجمهورية الإسلامية، واستبدالها بعقيدة سياسية أكثر واقعية.
خاتمة القول:
لا أرى في هذه الحرب حدثاً منفصلاً، بل تتويجاً لخطة أوسع بدأت منذ سنوات:
تصفية الأذرع، إسقاط الحلفاء، ضرب رموز حماس، ثم الوصول إلى قلب طهران.
ما يجري الآن هو محاولة لإنتاج إيران جديدة، بفكر جديد، لا تقوم على الحرس الثوري، بل على عقل الدولة، والانفتاح، والانخراط في منظومة المصالح لا الأيديولوجيا.
قد نرى المعارك في ظاهرها مواجهة بين عدوين، لكن في باطنها، هي تفاهمات داخلية وخارجية لإعادة صياغة المنطقة من جذورها.
كلام ووجهة نظر تحترم . بارك الله فيكم اختي الكريمة
ردحذفالواقع يقول هكذا ويبصم عليه .
ردحذفكلام جميل واسال الله يكفينا شرهم
ردحذف