بهجة العيد..
شعر: سارة العمري
تساءل أستاذنا الأديب حمد القاضي ..
ليلة العيد عبر حسابه في تويتر قائلاً:
يالذكرى العيد بزمن عذب هل يعود؟
وأورد هذه الأبيات للشاعر الراحل نزار قباني عن ذكريات العيد في حارات دمشق
"أين المراجيح في ساحات حارتنا
وضجَّة العيد والتَّكبير صدَّاح
وبيت والدنا بالحبِّ يجمعنا
ووجه والدتي في العيد وضَّاح
هل تذكرون صلاة العيد تؤنسنا
وبعضهم نائم والبعض لمَّاح
كنا نلوٌن للأطفال حلمهم
ونبذل الجهد هم للمجد أرواح"
فانتابني الشوق وعاد بي الزمن للوراء لسنوات طويلة وتذكرت قريتنا الحالمة مرتع الطفولة ومدارج الصبا..
واسترجعت فرحة العيد وبهجته وطقوسه، التي لايمكن أن تنساها الذاكرة أو يتجاهلها القلب، وفاضت القريحة بهذه الأبيات التي اقتبست بدايتها من رائعة نزار مع تعديل بسيط وقد قوست أبياته..
راجيةً أن تنال إعجابكم وتلامس شغاف قلوبكم، وتطرق أبواب الحنين في دواخلكم لذلك الزمن الجميل.!
((أين المسايير في ساحات قريتنا
وضجة العيد والتكبير صداح
وبيت والدنا بالحب يجمعنا
ووجه والدتي في العيد وضاح
أين الذين تراب اﻷرض يعشقهم
فحيثما حطت اﻷقدام أفراح
أين الذين إذا ما الدهر آلمنا
نبكي على صدرهم نغفو ونرتاح))
******
الدهرُ يسألُ والأوجاعُ تجتاحُ
والذكرياتُ من الوجدان تمتاحُ
ياهل ترى سيعود العيد يبهجنا.؟
فانتابني الشوق إن الشوق جماحُ
توقاً إلى العيد في أرجاء قريتنا
و الدارُ أهلٌ و زوارٌ و رواحُ
تزهو الموائدُ والأبوابُ مُشرعةٌ
والحبُ في الله للأرواحِ مفتاحُ
شعارنا مرحباً ألفاً بزائرنا
والبنُّ منتخبٌ و العود فواحُ
فبهجة العيد كانت في بساطتنا
رقّت قلوبٌ وطابت ثمَّ أرواحُ
قد كانت القرية الفيحاء تغمرنا
والصدر منشرحٌ والفكرُ مرتاحُ
لا بارك الله في دنيا تفرقنا
عن جمعة الأهل إذ تحلو بها الساحُ
يا جزعة الروحِ من ذكرى تؤرقنا
في طيف من غادروا الدنيا ومن ساحوا
آهٍ على زمنٍ قد كان يؤنسنا
ومشهدُ اليوم أحزانٌ وأتراحُ
قد كان صوت نمير الماء يُطربنا
والزهرُ يرفلُ والعصفور صداحُ
ثُغاء أغنامنا بالقرب يُسعدنا
وديك جيراننا بالفأل صدّاحُ
وطهرُ أرواحنا سر ابتسامتنا
إن البراءة للأفراحِ مصباحُ
يابهجة العيد عودي في مرابعنا
فالعمر يفنى وسيفُ الدهر سفاحُ
تمضي السنون، ولي في ربنا أملٌ
إن الهموم بلطف الله تنزاحُ