الثلاثاء، 18 أغسطس 2020

بهجة العيد

بهجة العيد..

‏شعر: سارة العمري


 تساءل أستاذنا الأديب حمد القاضي ..

 ليلة العيد عبر حسابه في تويتر قائلاً: 

يالذكرى العيد‬⁩ بزمن عذب هل يعود؟ 

وأورد هذه الأبيات للشاعر الراحل نزار قباني عن ذكريات العيد في حارات دمشق

"أين المراجيح في ساحات حارتنا   
‏وضجَّة العيد والتَّكبير صدَّاح
‏وبيت والدنا بالحبِّ يجمعنا
‏ووجه والدتي في العيد وضَّاح
‏هل تذكرون صلاة العيد تؤنسنا
‏وبعضهم نائم والبعض لمَّاح
‏كنا نلوٌن  للأطفال حلمهم
‏ونبذل الجهد هم للمجد أرواح"

فانتابني الشوق وعاد بي الزمن للوراء لسنوات طويلة وتذكرت قريتنا الحالمة مرتع الطفولة ومدارج الصبا..

واسترجعت فرحة العيد وبهجته وطقوسه، التي لايمكن أن تنساها الذاكرة أو يتجاهلها القلب، وفاضت القريحة بهذه الأبيات التي اقتبست بدايتها من رائعة نزار مع تعديل بسيط وقد قوست أبياته..

  راجيةً أن تنال إعجابكم وتلامس شغاف قلوبكم، وتطرق أبواب الحنين في دواخلكم لذلك الزمن الجميل.!

‏((أين المسايير في ساحات قريتنا
‏وضجة العيد والتكبير صداح
‏وبيت والدنا بالحب يجمعنا
‏ووجه والدتي في العيد وضاح
‏أين الذين تراب اﻷرض يعشقهم 
‏فحيثما حطت اﻷقدام أفراح 
‏أين الذين إذا ما الدهر آلمنا 
‏نبكي على صدرهم نغفو ونرتاح))

‏******
‏ الدهرُ يسألُ والأوجاعُ تجتاحُ
‏والذكرياتُ من الوجدان تمتاحُ

‏ياهل ترى سيعود العيد يبهجنا.؟
‏فانتابني الشوق إن الشوق جماحُ

‏توقاً إلى العيد في أرجاء قريتنا
 ‏ و الدارُ أهلٌ و زوارٌ و رواحُ

‏تزهو الموائدُ والأبوابُ مُشرعةٌ
‏والحبُ في الله للأرواحِ مفتاحُ

‏   شعارنا مرحباً ألفاً بزائرنا
‏والبنُّ منتخبٌ و العود فواحُ

‏فبهجة العيد كانت في بساطتنا
رقّت قلوبٌ وطابت ثمَّ أرواحُ

‏قد كانت القرية الفيحاء تغمرنا
‏والصدر منشرحٌ والفكرُ مرتاحُ

‏     لا بارك الله في دنيا تفرقنا
عن جمعة الأهل إذ تحلو بها الساحُ

‏    يا جزعة الروحِ من ذكرى تؤرقنا
في طيف من غادروا الدنيا ومن ساحوا

     ‏ آهٍ على زمنٍ قد كان يؤنسنا
‏      ومشهدُ اليوم أحزانٌ وأتراحُ

‏قد كان صوت نمير الماء يُطربنا
‏والزهرُ يرفلُ والعصفور صداحُ

‏ثُغاء أغنامنا بالقرب يُسعدنا
‏وديك جيراننا بالفأل صدّاحُ

‏ وطهرُ أرواحنا سر ابتسامتنا 
‏إن البراءة للأفراحِ مصباحُ

يابهجة العيد عودي في مرابعنا
‏فالعمر يفنى وسيفُ الدهر سفاحُ

تمضي السنون، ولي في ربنا أملٌ
‏  إن الهموم بلطف الله تنزاحُ


الاثنين، 16 مارس 2020

كلنا جنود في خندق الوطن..

كلنا جنود في خندق الوطن..

بقلم: سارة العمري.

    قالوا: البيت الحرام .. قلت: أرضي .. 
    قالوا: الشرع الإمام .. قلت: أرضي .. 
    قالوا: الحب السلام .. قلت: أرضي ..
   قالوا: في مدحك نزود ..
   قلت: يفداها الحسود  ..
   ما على هالأرض .. أرض مثل أرضي.


تجتاحني نحو وطني مشاعر حب وعشق جياشه، كأمواج تتلاطم بين أضلعي وتستوطن حنايا قلبي، وتخالط دمي وتسري في عروقي.
فحبي لوطني مبدأ وغاية، لا وسيلة لبلوغ غاية.!
حبي لوطني ولاء وانتماء، متجذر في النفس وضارب بأطنابه في ثنايا الروح.
وإرث عظيم ورثته عن الأباء والأجداد ولايمكن التفريط به بأي شكل من الأشكال.

 ذلك مايشعر به كل مواطن سعودي اليوم، ونحن نرى بلادنا فريدة عصرها، وسيدة زمانها، بحيث أصبحت قوة عظمى لايضاهيها أو يجاريها وطن على وجه البسيطة، 
فهاهي السعودية العظمى وأقولها بكل فخر وعزة
‏ تضرب أروع الأمثلة وتتفوق على الدول المتقدمة، في فن إدارة الأزمات وسرعة اتخاذ القرارات وتنفيذها بوقت قياسي وبشكل محترف، مما أثبت أن السعودية مدرسة إدارية متكاملة تتمتع بكافة المزايا والمقومات.
فبتوجيه مباشر ودعم لامحدود من قيادتنا الحكيمة، بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي العهد القوي الأمين محمد بن سلمان، حفظهم الله وأيدهم بنصره وتوفيقه.
واجهت بلادنا (فايروس كورونا) بكل قوة وحزم، وبذلت الغالي والنفيس وذللت جميع الصعاب واتخذت كل التدابير التي من شأنها حماية أرواح المواطنين والمقيمين على ثراها الطاهر.

‫فبلا مبالغة‬⁩ اثبتت السعودية تفوقها على دول العالم، بقوة النظم ‫الصحية‬⁩ ‏وتسخير الموارد المالية، وحرفية الكوادر البشرية الوطنية.
وقوة البنية التحتية والقيادية والإدارية
كما تفوقت إنسانياً فجعلت سلامة الإنسان همها الأول وهدفها الأسمى، في الوقت الذي يدعو فيه بعض روساء الدول العظمى شعوبهم لعزل انفسهم في منازلهم والأهتمام بصحتهم بمفردهم لتخفيف العبء على الدولة.!

وقد أثبتت بلادي للعالم أجمع، بحزمة الإجراءات الوقائية التي اتخذتها، للحد من انتشار هذا الفايروس الخطير، أنها بلد عظيم في سرعة إدارة الأزمات، وتناغم الوزارات والهيئات، المدنية والعسكرية.
‏حيث تفوقت على دول العالم الأول بسرعة القرار وإحترافية العمل.

فباتخاذها لقراراتها الاحترازية العاجلة رغم حساسيتها، وماقد ينجم عنها من ردود أفعال غير متوقعة، وسرعة تنفيذها دون تردد.
ساعدت على احتواء الأضرار،  وحالت بعد مشيئة الله دون توسع وانتشار المرض، متحملة بذلك تكاليف باهظة لاتستطيع كبريات الدول تحملها.

فقامت بعزل القطيف دخولاً وخروجاً، عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها.)
منعت العمرة والزيارة رغم حساسية الأمر وصعوبته، حفاظاً على أرواح مواطنيها وأرواح المسلمين عامة.
منتهجة بذلك النهج الإلهي والنبوي في الحفاظ على النفس البشرية، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول:(ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك..)
اغلقت الحدود و أوقفت الرحلات الدولية.
بالرغم من الخسائر الباهظة التي تكبدتها نتيجة ذلك.
علقت الدراسة وقامت بتوفير ٢٠ قناة بث تلفزيوني، ووفرت عدة منصات الكترونية تعليمية مجانية، تتيح لطلاب التعليم العام متابعة دراستهم عن بعد بكل سهولة ويسر اثناء فترة تعليق الدراسة.
خصصت مركز اتصال الصحة ٩٣٧ للعمل على مدار ٢٤ ساعة لتوجيه المواطنين والإجابة على جميع الاستفسارات.

ثم تدرجت في اتخاذ عدد من القرارات بمهنية وحزم، فاستمر العمل بتوازن فلم تتوقف العجلة ولم تتاثر حياة الناس، ولم يتم ترويعهم بفقد أحبتهم كما فعل رئيس وزراء بريطانيا العظمى.!
وبهذه القرارات المتسلسلة، والخطوات الجبارة، التي لايقدم عليها إلا الملوك العظماء، والقادة الأقوياء.!
أعطت المملكة العربية السعودية دروس تاريخية على مر الزمان في السيطرة على الأوبئة والتعامل مع الأزمات.
 وهذا ما أشاد به العالم كافة، وليمت من يرى ويريد خلاف ذلك بغيضه، ولتبقى السعودية العظمى شامخة على كل الأصعدة تحت ظل قيادتها الرشيدة.

ولقد اثبتت دولتنا حفظها الله، بإن المواطن أولى أولوياتها وأغلى مقدراتها، بما اتخذته من قرارات جبارة تصب جميعها في مصلحته.
ونشهدالله بإن بلادنا الغالية بقيادتها الحكيمة، وكافة وزاراتها المعنية بكوادره الوطنية المخلصة، قد أدت الأمانة الملقاة على عاتقها، وقدمت مصلحة المواطن وصحته وحياته على ماسواها، مما كلفها جهود مضنية وأموال طائلة، فجزاهم الله عن الوطن والمواطن كل خير.

أبناء شعبنا الأفاضل لنتذكر دائماً وأبداً بأننا نعيش في هذه البلاد المباركة، تحت راية الإسلام الخالدة، التي تحتم علينا وتلزمنا بطاعة ولي الأمر قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) 
 وولاة أمرنا وبلادنا اليوم تراهن علينا نحن أفراد الشعب فهل ياترى سنعي مسوليتنا تجاه وطننا ونكون عند حسن ظن دولتنا ونكسب الرهان.؟
نعم اليوم يومكم أيها الشعب السعودي العظيم، فكلها أيام معدودة وأزمة عابرة بحول الله وقوته "فالأمراض تظهر ثم تعبر وتحل ثم ترحل فبشروا واستبشروا وبغدٍ أجمل تفاءلوا."
 وليقف الجميع صفاً واحداً ويداً بيد، لتنفيذ التوجيهات والإلتزام بها.
فعلينا أن نلزم بيوتنا هذه الفترة حفاظاً على صحتنا وصحة الجميع،
نحث أولادنا على متابعة دراستهم والإستفادة مما قدمته الدولة لهم من خدمات هائلة، متفائلين بقرب فرج الله.
مبتعدين عن الغوغائية والفوضى، بعدم بث الشائعات التي تثير الذعر بين الناس، ولنتصدى لكل مامن شأنه المساس بأمن الوطن واستقراره، ولننشر التفاؤل والفأل الحسن في أرجاء الوطن الغالي.
وليكن شغلنا الشاغل العمل على الخروج من هذه الازمة بأقل الخسائر، وعقد النية والسعي إلى تعويض كل ذلك مستقبلاً بمشيئة الله تعالى، كل منا في مجاله فكلنا اليوم جنود في خندق الوطن الحبيب.

‏شكراً للوطن الغالي
‏شكراً للقيادة القوية الأمينة
‏شكراً لجميع منسوبي وزارة الصحة كلنا فخر  بكم فأنتم جنود على ثغر من ثغور الوطن حماكم الله وسددكم.
‏شكراً لجميع القطاعات العسكرية والمدينة
‏شكراً لكل مواطن واعٍ كان على قدر تحمل المسؤولية.
‏ليعلم الجميع أن هناك عيون تسهر لننام مطمئنين فلا تنسوهم من دعائكم، ولاتخذلوهم بعدم الإلتزام بتوجيهاتهم،
ولنثبت للدنيا بأننا نعشق بلادنا الغالية (المملكة العربية السعودية) ونفديها بأرواحنا، ونحب ولاة أمرنا حفظهم الله ورعاهم وندين لهم بالولاء والسمع والطاعة.

الأربعاء، 4 مارس 2020

وعاد الملاك إلى موطنه

وعاد الملاك إلى موطنه

بقلم: سارة العمري


ودعنا الكثير من الراحلين خلال مشوار حياتنا، وكثيراً ما مررنا بشتى أنواع المواقف والأحداث المؤلمة.
لكن هناك أحزانا لم يمر يوم الا وتذكرناها، ولا مناسبة سعيدة أو حزينة الا واجتررنا مرارتها، وتجرعنا حرقتها.!
هناك أحداث دوناها في تاريخ حياتنا بدم قلوبنا ودموع أعيننا، وما كنا نتخيل يوماً أن نمسك بأقلامنا لنخطها ونكتبها ونعبر عنها.

تلك الأحداث هزت دنيانا وبعثرت كياننا وغيرت حياتنا، جعلت قلوبنا ذائبة ومدامعنا سائلة.

وها هي الأحزان والأحداث كلما كاد أن يطوي الزمن صفحتها وكلما أوشكت أن تنطلق لترتمي في أحضان النسيان، هناك حيث ينتهي ويدفن كل شيء؛ سرعان ما يفجعنا القدر بحدث حزين وفقد أليم، فيسرق منا حبيب جديد ويسير به إلى حيث سار الأحبة السابقين.!

‏        هي الأمور كما شاهدتها دولٌ
‏         من سره زمن ساءته أزمانُ

       وهذه الدار لاتُبقي على أحدٍ
        ولايدوم على حالٍ لها شانُ

       فجائعُ الدهر أنواع منوعةٌ
         وللزمان مسراتٌ وأحزانُ.

 قبل أيام ودعنا فقيدتنا الغالية وأختنا الحبيبة " أم مرام " رحمها الله وتغمدها بواسع رحمته.
فارقتنا بلا موعد ودون سابق إنذار، رحلت بلا وداع، فكان رحيلها خفيفا لطيفاً كما كانت حياتها، فلم تكلف أحداً حتى عناء الزيارة.!
قُطفت روحها الطاهرة كما يُقطف غصن ريحان شذي ( فروحٌ وريحان وجنة نعيم ).
وإن كانت فقيدتنا الغالية هادئة الحياة، إلا أن رحيلها خلف ضجيجا ملأ الدنيا وأذهل الناس.!
حيث حزنت لرحيلها النفوس ودمعت لفراقها العيون وتفطرت عند وداعها القلوب، وتركت لنا العبرات في كل صدر أحبها، وكل يدٍ صافحتها، وكل عين التقت بها.

كيف لا وهي تلك "الملاك الطاهر" الذي قل أشباهه وندر أمثاله، نذرت حياتها لإسعاد أهل زوجها الذي هو وحيد والديه، فضربت أروع أنواع الإيثار والبر، صارت لهم البنت البارة التي لم ينجبوها، وأصبحت أشد حباً وعطفاً وحناناً وبراً بهم من البنت بوالديها.
بادلوها حباً بحب وشعروا أنها وهبتهم الحياة بجميع ألوانها الزاهية ومباهجها السارة. 
شهد لها القريب والبعيد، وسُطرت سيرتها العطرة بأحرف من نور، فلهجت الألسن في عزائها بأروع كلمات الثناء والذكر الحسن، وفاضت القلوب بصادق الدعوات.
فهاهي أم زوجها المرأة الصالحة الخيرة الورعة، تبكيها بحرقة وترثيها بحسرة، تذكر محاسنها الجمة، فتدعو لها بكل خير مكررة دعوة جميلة تفصح عن حب كبير وعرفاناً بالجميل: "اللهم إني راضية عنها فارض عنها" .

  قذىً بعينك أم بالعين عوارُ
أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدارُ

"أم مرام" غادرت دنيانا الغابرة وعادت إلى موطنها الحقيقي، وقد عاشت بيننا ملاك على هيئة بشر.!
عاشت حياتها حمامة سلام، ترفرف بجناحيها لتنشر الحب والتسامح بين الناس، مترفعة عن الأحقاد والضغائن، صامتة عن اللغو والطعن والشتائم.
لم تؤذ أحداً قط، فرحلت خفيفة الحمل لا لها ولا عليها، وقد حوت روحها قلباً ذهبياً، وسخاءً ربيعياً، حتى ضربت بجذورها في أعماق القلوب، وأصبحت شجرة طيبة تغدق بثمارها الرطبة الجنية حيثما سارت، وغيمة بيضاء نقية تسقي بغيثها أينما حلت.

حادثتها قبل شهر تقريباً، فرحبت وأسهبت في الترحيب، حتى أحسست وكأن موجات الأثير تردد ترحيبها.!
حدثتني بألطف العبارات وأرقها، ثم ودعتها ولم أعلم بأنه الوداع الأخير.!
أجزلت لي الشكر وبالغت في الإمتنان حتى أخجلتني وأشعرتني بأنني حزت لها الدنيا بأكملها. 
 رحم الله تلك الروح الراقية الزكية.

ذهبت لتأدية واجب العزاء بها غفرالله لها مع إحدى قريباتي، و في الطريق قلت لها: ألا ترين أن الموت ينتزع الأخيار من بيننا إنتزاعا.؟
ردت عليّ: بل إن الله يصطفيهم كي ينجيهم من الفتن المتلاطمة التي يموج بها عالمنا اليوم.!
فاطمأنت نفسي وتمتمت قائلة: نعم مثلك أيتها الفقيدة الحبيبة لا يموت أبدا، بل يستمر ويبقى في ابتسامات أولئك الذين أدخلتِ السعادة إلى نفوسهم، وفي قلوب من أسرتهم بلطفك فغمروك بحبهم، وفي أحاديث من عاشروك فطابت بفضائلك مجالسهم. مثلك يستمر دوما في دعواتنا وصلواتنا وابتهالاتنا.
ويبقى عزاؤنا في أن مثلك لا يودع الحياة إلا إلى حياة أبهى وأجمل وأبقى..
 ( في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر ) بمشيئة الله وفضله.

وختاماً نتضرع لله تعالى تيمناً بقوله صلى الله عليه وسلم: (أنتم شهداء الله في أرضه)، ونشهد للفقيدة رحمها الله بحُسن الخلق وطيب المعشر ولطف الحديث، وجميل الأفعال وسخاء العطاء، والتعامل الحسن، ودوام التبسم.

اللهم إنا نحبها فيك ونشهد لها بالخير وأنت بها اعلم منا، فارحمها برحمتك وتقبلها بقبولٍ حسن وأدخلها مُدخلًا حسنًا وأكرم مثواها، برحمتك يا أرحم الراحمين. 
اللهم أجبر أبنائها وبناتها ووالديها وزوجها ووالديه وكل من إفتقدها، جبراً يليق بك يا جبار، وأربط على قلوبهم وأجرهم في مصيبتهم وأخلفهم خيراً منها ياكريم.

(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)


x