الأحد، 11 يناير 2015

لنترجم أخوّة الدين نحوهم

 لنترجم أخوّة الدين نحوهم



بقلم: سارة العمري



 

 
أتدري كيف أخاك يا ابن أمي *** يهدده من الفقر العناء.
وكيف يداه ترتجفان بؤسًا ***وتصدمه المذلة والشقاء. 
يصب الزمهرير عليه ثلجًا *** فتجمد في الشـرايين الدماء.
 
 
 

عندما يجتمع الخوف والبرد والجوع والتشريد على إخوة وأخوات لنا هربوا من جحيم الحرب إلى زمهرير الثلوج وقسوة الشتاء، ونحن نتفرج عليهم بقلوب جامدة أيضا، ماذا يكون حالنا أمام الله تعالى، بل أمام التاريخ.
 

مع كل فجر يوم جديد تتعالى صرخات النساء والأطفال والشيوخ، مستغيثين بأمة الإسلام وما من مجيب.!
نحفظ ونلقن أبناءنا في المدارس حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم-:
"مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى".
 

ولكن السؤال الذي سيطرحه التاريخ علينا : يا أمة الجسد الواحد ماذا قدمتم لإخوانكم.؟


هؤلاء لم يجدوا سامعاً لشكواهم ولا معيناً لهم على بلواهم، ولا مغيثاً لملهوفهم ولا ناصر لمظلومهم وضعيفهم، و "هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ"

فهل نصرتموهم لتنتصروا بهم أم اسلمتموهم وخذلتموهم أيما خذلان، فاللهم لاتؤاخذنا بخذلاننا لإخواننا.
 

وأنا هنا أوجه كلامي لك أختي الحبيبة ماذا قدمتِ لإخوانك وأخواتك المستضعفين في بلاد الشام.؟

أُخيتي تذكري عندما تغلقين عليك وعلى أولادك باب بيتك الدافىء، وتأوين إلى فراشك الوثير، تذكري حينما يذهب أبنك أو أبنتك للمدرسة صباحاً وقد ارتدوا أجود الألبسة الصوفية، وركبوا السيارات الدافئة و أووا إلى مدارسهم  المكيفة، ودرجة الحرارة لاتقل عن عشر درجات فوق الصفر، ومع ذلك تخشين عليهم من البرد.!
 
حينها تذكري بإن هناك من يسكنون العراء، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، لا مأوى لهم ولا غطاء، ولا غذاء و لا لباس ولا دواء، بل وفوق ذلك درجة الحرارة تصل تحت الصفر بعشرات الدرجات.



عندها بادري أيتها المباركة ولو بالقليل، تذكري أحاديث الحبيب _عليه أفضل الصلاة والسلام_ في هذا الباب:

"يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ".



"سَبَقَ دِرْهَمٌ مِائَةَ أَلْفٍ ". 

 

"إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِيءُ عَنْ أَهْلِهَا حَرَّ الْقُبُورِ، وَإِنَّمَا يَسْتَظِلُّ الْمُؤْمِنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ".
 
"اتِقْوُا النّارِ ولْوُ بِشْقِ تَمّرْهَ".
 
كما يجب أن يتذكر الجميع إن الأيام دول.
 
فهؤلاء المستضعفين والمشردين، كانوا في ديارهم مطمئنين، وفي بيوتهم آمنين دافئين، كانوا ينعمون بمثل ما ننعم به اليوم من نعم عظيمة، فدار عليهم الزمان وتبدلت الأحوال، شردتهم الحروب وجار عليهم القريب والبعيد، فتحولت العافية وحل البلاء ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
 
 
 
لكل شيء إذا ما تم نقصانُ،،،فلا يغر بطيب العيش إنسانُ

هي الأمور كما شاهدتها دولٌ،،،من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ
وهذه الدار لا تبقي على أحدٍ،،،ولا يدوم على حال لها شانُ
 

 
وحسب تقرير لصحيفة تواصل الإخبارية، فإن العدد الكلي للاجئين السوريين في الأردن بلغ 638 ألف شخص. كما بلغ عددهم في تركيا أكثر من مليوني لاجئ، وفي لبنان مليون وسبع مئة ألف لاجئ سوري.
 
 
معاناة السوريين المشردين داخل وطنهم، لا تقل عن معاناة لاجئي الخارج، و يبلغ عدد اللاجئين داخل المدن السورية سبعة ملايين وست مئة ألف نازح.
فمن لهولاء إن تخاذلنا عن نصرتهم؟ 
من لهم إن لم نتكاتف لإغاثتهم والتخفيف من معانتهم؟
هل ماتت القلوب وتجمدت المشاعر، وانعدمت الإنسانية وقطعت روابط الأخوة؟



أين نحن من حديث المصطفى _صلى الله عليه وسلم_ "لَيْسَ بِالْمُؤْمِنِ الَّذِي يَبِيتُ شَبْعَانًا وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ".

فكيف نقابل ربنا وبما نعتذر وجيراننا يموتون جوعاً وبرداً، ونحن نتقلب في ألوان النعم ولم نحرك ساكناً.؟
 
يارب تلك الشام طال عناؤها،،،والسهل دامٍ والرُبا تتضرعُ.
أنت الذي بيديك كل وسيلةٍ،،،يا دافع الأمر الذي لايدفعُ.

هناك 3 تعليقات:

  1. الله ينصرهم بنصره وحسبنا الله ونعم الوكيل على المتسبب في معناه هذا الشعب

    ردحذف
  2. بيض الله وجهك أيتها الأخت الكريمة

    ردحذف
  3. الله يجزاك الجنة يارب العالمين والله يكثر من امثالك ي أستاذه سارة

    ردحذف