"ملكت القلوب حياً وميتا"
بقلم: سارة العمري
قال خير الأئمة صلى الله عليه وسلم:
( خيٓرُ أٓئِمّتكُمُ الّٓذِينٓ تُحِبُّونٓهمْ ويُحِبُونٓكُمْ ويُصٓلُّونٓ عٓلٓيْكُمْ وتُصٓلُّونٓ عٓلٓيْهِمْ )
إلى الله عبدالله شدّ رحالٓهُ ،،، فطوبى لماضٍ جٓمّلٓ اللهُ حالٓهُ
وماغاب عنا وهْو ملءُ صدورنا ،،، يروح ويغدو لانمٓلّ خيالهُ.
لقد ترجل الفارس عن صهوة جواده، نعم ترجل بعد أن أفنى زهرة شبابه وسني حياته، في خدمة وطنه وشعبه وأمته.
انتقل إلى جوار ربه بعد أن أدى الأمانة واجتهد وعمل ليل نهار بإخلاص وتفان لإسعاد شعبه ورفاهيته.
رحل قائدنا العظيم ووالدنا الحنون، الذي أسكن شعبه قلبه، فأسكنه شعبه جميع جوارحه.
رحل عبدالله بن عبدالعزيز فبكاه الرجال والنساء، بكاه الأطفال والشباب والشيوخ، رحل بعد عمر حافل بالحب والعطاء، عاشه لشعبه فتمنوا اليوم لو اعطوه من أعمارهم كي لايفارقهم أبدا.
أستقبل في قصره ومكتبه كبار السن وأصحاب الحاجات، فساعدهم بيده وواسهم بمشاعره وقضى حوائجهم بجاهه وماله، دخل بيوت الفقراء وتفقد أحوالهم وقال: «انني اليوم بين أهلي وقومي جئت لأتفقد أمورهم وأنظر أحوالهم، فليس السمع كالنظر، فنحن مؤتمنون أمام الله جل جلاله تجاه كل فرد من أبناء الوطن العزيز».
تجول في الأسواق وخالط العامة والبسطاء، شاركهم تسوقهم وأكل من أطعمتهم، تبادل معهم الاحاديث وأدخل السرور إلى قلوبهم.
مسح على رؤوس الأيتام فذرفت عيناه دموعاً غالية، وهاهو شعبه اليوم يبادله الحب بالحب، فيذرف على فراقه الدموع الحارة، ويتنهد بالزفرات الحارقة.
صرف المكافأت للأرامل والمطلقات، فأغناهم عن الإحتياج وكفاهم مذلة السؤال، فدعوا له بأطيب الدعوات، ووصفوه بأجمل الصفات.
ستبكيك الأرامل واليتامى ،،، وشعب فيك كم غنى وهاما.
سلاماً كنت حياً يا أبانا ،،،، ويوم الموت نقرؤك السلاما.
رحم الله الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته، كلمات تتكرر هذه الأيام على كل لسان عندما يذكر أسمه، فالكل يدعو له بصدق ويترحم عليه بحب، يعدد مناقبه ويتباهى بمأثره، قائد صدق مع شعبه فصدق شعبه معه.
ضرب أروع الأمثلة في الحب والعطاء والإثار، خرج لشعبه في أشد ألآمه مطمئناً إياهم فخاطبهم قائلاً: "دامكم بخير فأنا بخير".
فرد عليه شعبه بصوت واحد:
أبشرك حنا بخير وسلامه ،،، لاينشغل بالك يابو متعب ارتاح.
أصدر أوامر الخير فزاد الرواتب ودعم جميع قطاعات الوطن، ثم ألقى تلك الكلمة الأبوية الحانية، التي شكر فيها أبناءه وبناته شعب المملكة العربية السعودية، والتي ختمها بمقولته الشهيره ووصيته الغالية " أيها الشعب الكريم: يعلم الله أنكم في قلبي أحملكم دائماً، واستمد العون والعزم والقوة من الله ثم منكم، فلا تنسوني من دعائكم".
كلمات لايقولها الإ العظماء المتواضعين العارفين بربهم المتمسكين بدينهم.
رحلت عنكم وعمري في محبتكم ،،، ديني وشعبي وداري نبض شرياني.
تذكروني بدعواتٍ تؤانسني ،،، أرجو إلهي بتوحيدٍ وإيمانِ.
والله لن ننساك من دعائنا أيها الراحل الغالي، يا من سكنت منا القلوب واستوطنت مقل العيون فكل شعبك بعد رحيلك أيتام ياحبيب الشعب وملك القلوب.
قلت: "اعفوني من لقب ملك القلوب وملك الإنسانية، فالملك هو الله ونحن عبيد الله عز وجل."
اعذرنا أيها الأب الغالي إن لم نلب طلبك هذا فربنا هو من رزقنا حبك، ومصداق ذلك قول رسولنا صلى الله عليه وسلم:
( إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ )
إن لرحيل الأحباب غصة، وإن لفقد العظماء ثلمة، وقد فقدناك ياحبيبنا وعظيمنا ووالدنا وقائدنا، فغصصنا بدموعنا حزناً، وتشبعت مشاعرنا يتماً.
رجوت عيني أن تكف دموعها ،،، يوم الوداع نشدتها لاتدمعي.
أغمضتها كي لاتفيض فأمطرت ،،، فأيقنت إني لست أملك مدمعي
رأيت حلماً إنني ودعتهم ،،، فبكيت من ألم الحنين وهم معي.
مُرٌّ علي أن أودع زائراً ،،، كيف اللذين حملتهم بين أضلعي
رحم الله فقيد الأمة وزعيم العرب وحكيمها، والد الشعب السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، واسكنه فسيح جناته.
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا ملكنا لمحزونون.
thank you
ردحذفاخبار السيارات
thank you
ردحذفاخبار السيارات
ردحذفthank you
اخبار السيارات