الخميس، 2 يناير 2014

"دبي تحتفل .. وسوريا تحترق..!!"

"دبي تحتفل .. وسوريا تحترق..!!"


بقلم: سارة العمري
كاتبة مهتمة بقضايا المرأة والمجتمع





( يأتي على الناسِ زمانٌ يذوبُ فيه قلبُ المؤمنِ كما يذوبُ الملحُ في الماءِ . قيلَ :  ممَ يا رسولَ اللهِ ؟ قال: مما يرى من المُنكَرِ لا يستطيعُ تغييره ).
صدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم، وما أصدق ما قال على واقعنا اليوم.

يا لذلنا وعارنا، إمارة مسلمة هي الأولى في احتفالات رأس السنة الميلادية !

اقرأوا خبر دخول احتفال دبي برأس سنة 2014م موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، بعد عرض الألعاب النارية الأكبر في العالم، ومن أبرز الفعاليات التي شهدتها دبي بمناسبة رأس السنة الجديدة، استعراض وصف بالأضخم في العالم، حيث تم إطلاق ما لا يقل عن 400 ألف مقذوفة، بتكلفة قدرت مابين-١٦٠ إلى٤٠٠-مليون دولار..!

وقد أقيم بهذه المناسبة حفلاً غنائياً  بلغت رسوم الدخول إليه مابين -١٠٠٠-و٢٥٠٠-درهم للشخص الواحد حسب قرب الطاولة من المسرح.!

لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ ... إن كان في القلب إسلامٌ وإيمانُ.!!

فهذه ليست عاصمة الفاتيكان، ولا عاصمة إحدى الدول المسيحية، كامريكا أو بريطانيا أو فرنسا..!!
بل هي دبي المدينة الخليجية العربية المسلمة، التي تقع في جزيرة العرب.
دبي "دانة الدنيا" التي كننا لها كل الحب والإحترام، وأسعدنا تطورها وتقدمها، وسمعتها التي ملأت الدنيا وشغلت الناس..!!

ولكن نقول: ماهكذا تورد الأبل يا أبناء زايد، يامن أنتم جزء من أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي قال: ( لا يجتمع دينان في جزيرة العرب ).

والاحتفال بالسنة الميلادية إحتفال ديني مسيحي خالص، أساسه إحياء ذكرى ميلاد المسيح – عليه السلام – وهو إعلان صريح بالعقيدة النصرانية، فلماذا تقحمون بلاد وأبناء المسلمين فيه.؟!

وإني لتعتريني الدهشة لدرجة الحيرة، والألم حد الوجع؛ حينما أرى احتفالكم برأس السنة الميلادية، يزداد عاما بعد عام، حتى فاقت مظاهره ،احتفالكم بأعياد المسلمين.!!

لقد أراد الله - عز وجل – لهذه الأمة الإستقلالية التامة، والتميز عن غيرها، أرادها أن تكون نبراساً للأمم، ولكن الأمة اليوم قد ابتليت بثلة من ضعاف الإيمان والعزيمة، ممن انهزموا في قلوبهم فجعلوا حياتهم مرآة لحياة غيرهم.!

وهاهو بابا الفاتيكان قبل أيام يقول: إن الاحتفال بعيد الميلاد "جاهلية، وأنه صورة زائفة تصور حكاية خرافية مائعة، لا وجود لها في الإنجيل".

وقد حذر الحاخام اليهودي الياكام ليفانون، من الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية، لأن ذلك ممنوعا بحسب التعاليم الدينية اليهودية، وقال: إن الشرف القومي يتطلب منا عدم المشاركة بالاحتفالات المسيحية، وأن لا نكون شركاء في هذا اليوم، فبالنسبة لليهود هذا العيد هو ذكرى لمقتل الألاف من اليهود عبر الأجيال.!!

أليس احتفال المسلمين بعيد رأس السنة الميلادية، عارٌ وسُبةٌ في جبين الأمة، وتذويب لهويتنا وعقيدتنا الاسلامية؟

أليس احتفالهم هذا مناقضًا لهويتنا الإسلامية؟

اليست هذه حالة من الانهزام النفسي أمام (الآخر) المتقدم ماديا والمنتكس روحيا..؟
أليس هذا من التقليد الأعمى للغرب..؟

وليتهُ في الأخذ بأسباب الرقي والتقدم المادي، من علم وصناعة وابتكار واختراع، بل هو في كل ما هو تافه وسافل، من الأمور المصادمة لقيمنا وتعاليم ديننا.

أليس من المخزي أن تسهر شعوبنا العربية حتى الصباح، تحتفل بأعياد الكفار، ومعظمهم يعاقر الخمور ويسامر الراقصات الماجنات، بينما في سوريا على بعد أميال منا، أطفال جروحهم لا تندمل، وشيوخاً تجرعوا أنواع الذل والقهر، وثكلى ترفع كفيها للسماء تبتهل.!

ومئات الألوف يموتون قتلاً وتشريداً، وجوعاً وبرداً، والأف الأرواح تزهق في مختلف أرجاء الوطن العربي، ﻻ تدري لما ازهقت، وما الذنب الذي أقترفت.؟!!

" فيارب لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا".

وهاهو قد حل بنا وعيد من لاينطق عن الهوى صلى عليه وسلم عندما قال: ( ويل للعرب من شر قد اقترب، فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل، المتمسك يومئذٍ بدينه كالقابض على الجمر)

يا دبي:عيب ما تفعلينه والله..أليس فيكم رجل رشيد؟

هناك تعليق واحد:

  1. آآه ياساره.. لله درك.. وصدق فاروق جويدة حين قال: عار على زمن الحضارة أي عار..
    سعدت بوجودي هنا
    أختج ساره العمري..

    ردحذف