الأحد، 5 يناير 2014

عذراً صغيرتي لمى !!

  عذراً صغيرتي لمى !!



بقلم: سارة العمري
كاتبة مهتمة بقضايا المرأة والمجتمع


أخذ ابني الصغير ذو الست سنوات، يلعب ويقفز بين يدي، كعصفور جميل، فرحا مسرورا، وفجأة وبدون شعور، ضممته إلى صدري بحب وفيض من حنان، فسرعان ماسرى بي الخيال، إلى هناك إلى وادي الأسمر في تبوك، فتخيلت فتاة البئر "لمى الروقي" وهي تقفز وتمرح، وضحكاتها تملاء المكان، ونظرات أمها وأبيها ترقبها من بعيد، دون أن يعلم أحد منهم، إن تلك القفزات وتلكم النظرات، ستكون الأخيرة، وإن لمى ستغيب للأبد، هكذا دون مقدمات أوسابق إنذار.
عندها انتبهت فجأة على صوت ولدي منذهلاً،!ودموعي تبلل خديّ.
وشعرت بالحزن يعتصر قلبي، تذكرت لمى !  وتذكرت أمها ! فأحسست بألمها ولوعتها.

عذرا صغيرتي لمى إن خذلناك..كأنني بك ولسان حالك أثناء سقوطك يقول: لاتفرحي كثيراً ايتها البئر التعيسة.!
لن أمكث فيك كثيراً، فوطني لديه من الثروات والإمكانات، مايمكنه من استخراجي بأسرع مما تتوقعين، فقد حفر أمثالك الألاف، واستخرج من قيعانها كنوزا وثروات، ولن يعجز أن يستخرجني فأنا أغلى وأثمن من تلك الثروات.!!

عذراً صغيرتي لمى إن خذلناك..وأنتِ ترددين "بابا عبدالله يقول للوزاراء والمسؤلين: عاملوا المواطنين صغيرهم وكبيرهم كانهم أنا"!
لذلك ستستنفر جميع أجهزة الدولة لإنقاذي فلا تفرحي كثيراً أيتها البئر.!!

عذراً صغيرتي لمى..إن حدثتِ نفسك أثناء السقوط وقلتِ: إن لم يكن وطني يمتلك من الأجهزة والمعدات ماينقذني، فلا خوف ولا قلق، فهناك في بلادي شركة عملاقة، لطالما أُعجبنا بإنجازاتها الباهرة، وافتخرنا بمشاريعها العظيمة، إنها أرامكو صاحبة الخبرة الطويلة في أمثالك أيتها البئر المشؤومة.!

عذراً صغيرتي لمى..إن ابتسمتِ ساخرةً من البئر وأنتِ تهوين إلى قاعها، وتنظرين لتربتها المتهالكة عن اليمين والشمال، فتقولين لها: تعساً لك أيتها البئر الا تعلمين..؟
ألا تعلمين أن في بلادي أعرق الشركات، التي تغذت من خيرات وطني، واستقت من موارده المليارات، ولديها من الخبرة في مثل هذه التربة والإنهيارات، مايجعلها تتغلب عليك وتستخرجني من بين الأنقاض دون تردد أو مساومات.؟!!

عذراً صغيرتي لمى..إن حدثت نفسك وقلتِ: إن عجز كل هولاء في انقاذي، فلن يبخل علي وطني بالاستعانة باصحاب الخبرات من الدول الآخرى، فروحي غالية جداً فربي عز وجل قال: ( وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأنَمَا أَحْيَا النَاسَ جَميِعَاً )

وان كان ولابد وفارقت روحي جسدي، وطارت إلى هناك حيث النعيم المقيم، فجسدي مكرم، وتكريمه دفنه كما قال: رسولي -صلى الله عليه وسلم- فلن يتركوني هكذا، ويحرموا أبي وأمي من إلقاء نظرة الوداع الآخير، على جسدي الطاهر قبل أن يتحلل.!

عذراً صغيرتي لمى..على كل آمالك التي خذلناها، فلستِ ابنة صاحب سمو أو معالي، ولستِ برميل نفط تبيعه أرامكو بثمن غالٍ، ولستِ قصراً أو شركةً أو حتى "شبك"..!! لأحد من علية القوم، فيعمد بن لادن بالتنفيذ الفوري.!

فها أنتِ تكملين خمسة عشر يوماً في غياهب الجب ،وأبوك المكلوم واقفاً على شرفة البئر،يعد الساعات والثواني، على أمل أن يكحل عينيه برؤيتك، وأمك الثكلى تنظر لشاشة الهاتف، لعله يأتيها بخبر يسعد قلبها الذي يتمزق ألماً، ويطفيء لوعة روحها التي تشتعل كمداً.

عذراً صغيرتي لمى..فقد خابت آمالك وآمال والديك، إلا من ربكم الكريم، الذي وعدك بأن تكوني طيرا من طيور الجنة، ووعدهما أن تأخذي بيديهما شفيعةً فيهما إلى الجنة.
وهناك يا صغيرتي..ستجتمع الخصوم، وتنصب محكمة أعدل الحاكمين، وتؤخذ الحقوق دون تخاذل أو متاجرة رخيصة بالأرواح، فقري عيناً ونامي طويلا، فلن يضيع لك هناك حق أبدا.

صبراً أبا لمى صبراً أم لمى، فإبنتكما الآن ترفرف بجناحيها في الجنة، وليس في البئر البئيس سوى جثة هامدة، سيتولاها الله بلطفه ورحمته.

شكراً دفاعنا المدني، شكراً لكل فرد من أفرادك، ضحى بنفسه في المخاطر، وواصل الليل بالنهار في جو متجمد بارد، شكراً لكم يارجال المهمات الصعبة، فقد بذلتم كل مافي وسعكم، حسب أمكانياتكم، وقليل منكم المتخاذل، فلن نعمم أخطاء أفراد على منظومة كاملة، تعمل بكل إخلاص وتفان، وكان الله في عونكم، فأنتم دائما في الواجهه فتلقى عليكم اللوائم!!

شكراً أيها الشعب السعودي النبيل، يامن أثبتم بأنكم كالجسد الواحد، وقفتم صفاً واحداً،وتفاعلتم مع "قضية لمى" بقلوبكم ومشاعركم، بدموعكم ودعواتكم، بأرواحكم وأموالكم، فمنكم من سهر الليل يدعو ويبتهل، ومنكم من قدم نفسه رخيصة متبرعاً بالنزول في البئر، ومنكم من سعى جاهداً لإختراع أدوات تساعد في عملية الإنقاذ، فشكراً لكم أيها الشعب العظيم فأنتم دائما تثبتون بإنكم  جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

لا عزاء، لكل متخاذل خذل لمى وذويها، وأورثهم حسرة لن ينسوها، لاعزاء، لإعلامنا الرسمي الغائب في جميع قضايا المواطن المهمة، والذي يطل علينا في مثل هذه القضايا، بخبر مبتور على إستحياء مرفوض.

الخميس، 2 يناير 2014

"دبي تحتفل .. وسوريا تحترق..!!"

"دبي تحتفل .. وسوريا تحترق..!!"


بقلم: سارة العمري
كاتبة مهتمة بقضايا المرأة والمجتمع





( يأتي على الناسِ زمانٌ يذوبُ فيه قلبُ المؤمنِ كما يذوبُ الملحُ في الماءِ . قيلَ :  ممَ يا رسولَ اللهِ ؟ قال: مما يرى من المُنكَرِ لا يستطيعُ تغييره ).
صدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم، وما أصدق ما قال على واقعنا اليوم.

يا لذلنا وعارنا، إمارة مسلمة هي الأولى في احتفالات رأس السنة الميلادية !

اقرأوا خبر دخول احتفال دبي برأس سنة 2014م موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، بعد عرض الألعاب النارية الأكبر في العالم، ومن أبرز الفعاليات التي شهدتها دبي بمناسبة رأس السنة الجديدة، استعراض وصف بالأضخم في العالم، حيث تم إطلاق ما لا يقل عن 400 ألف مقذوفة، بتكلفة قدرت مابين-١٦٠ إلى٤٠٠-مليون دولار..!

وقد أقيم بهذه المناسبة حفلاً غنائياً  بلغت رسوم الدخول إليه مابين -١٠٠٠-و٢٥٠٠-درهم للشخص الواحد حسب قرب الطاولة من المسرح.!

لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ ... إن كان في القلب إسلامٌ وإيمانُ.!!

فهذه ليست عاصمة الفاتيكان، ولا عاصمة إحدى الدول المسيحية، كامريكا أو بريطانيا أو فرنسا..!!
بل هي دبي المدينة الخليجية العربية المسلمة، التي تقع في جزيرة العرب.
دبي "دانة الدنيا" التي كننا لها كل الحب والإحترام، وأسعدنا تطورها وتقدمها، وسمعتها التي ملأت الدنيا وشغلت الناس..!!

ولكن نقول: ماهكذا تورد الأبل يا أبناء زايد، يامن أنتم جزء من أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي قال: ( لا يجتمع دينان في جزيرة العرب ).

والاحتفال بالسنة الميلادية إحتفال ديني مسيحي خالص، أساسه إحياء ذكرى ميلاد المسيح – عليه السلام – وهو إعلان صريح بالعقيدة النصرانية، فلماذا تقحمون بلاد وأبناء المسلمين فيه.؟!

وإني لتعتريني الدهشة لدرجة الحيرة، والألم حد الوجع؛ حينما أرى احتفالكم برأس السنة الميلادية، يزداد عاما بعد عام، حتى فاقت مظاهره ،احتفالكم بأعياد المسلمين.!!

لقد أراد الله - عز وجل – لهذه الأمة الإستقلالية التامة، والتميز عن غيرها، أرادها أن تكون نبراساً للأمم، ولكن الأمة اليوم قد ابتليت بثلة من ضعاف الإيمان والعزيمة، ممن انهزموا في قلوبهم فجعلوا حياتهم مرآة لحياة غيرهم.!

وهاهو بابا الفاتيكان قبل أيام يقول: إن الاحتفال بعيد الميلاد "جاهلية، وأنه صورة زائفة تصور حكاية خرافية مائعة، لا وجود لها في الإنجيل".

وقد حذر الحاخام اليهودي الياكام ليفانون، من الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية، لأن ذلك ممنوعا بحسب التعاليم الدينية اليهودية، وقال: إن الشرف القومي يتطلب منا عدم المشاركة بالاحتفالات المسيحية، وأن لا نكون شركاء في هذا اليوم، فبالنسبة لليهود هذا العيد هو ذكرى لمقتل الألاف من اليهود عبر الأجيال.!!

أليس احتفال المسلمين بعيد رأس السنة الميلادية، عارٌ وسُبةٌ في جبين الأمة، وتذويب لهويتنا وعقيدتنا الاسلامية؟

أليس احتفالهم هذا مناقضًا لهويتنا الإسلامية؟

اليست هذه حالة من الانهزام النفسي أمام (الآخر) المتقدم ماديا والمنتكس روحيا..؟
أليس هذا من التقليد الأعمى للغرب..؟

وليتهُ في الأخذ بأسباب الرقي والتقدم المادي، من علم وصناعة وابتكار واختراع، بل هو في كل ما هو تافه وسافل، من الأمور المصادمة لقيمنا وتعاليم ديننا.

أليس من المخزي أن تسهر شعوبنا العربية حتى الصباح، تحتفل بأعياد الكفار، ومعظمهم يعاقر الخمور ويسامر الراقصات الماجنات، بينما في سوريا على بعد أميال منا، أطفال جروحهم لا تندمل، وشيوخاً تجرعوا أنواع الذل والقهر، وثكلى ترفع كفيها للسماء تبتهل.!

ومئات الألوف يموتون قتلاً وتشريداً، وجوعاً وبرداً، والأف الأرواح تزهق في مختلف أرجاء الوطن العربي، ﻻ تدري لما ازهقت، وما الذنب الذي أقترفت.؟!!

" فيارب لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا".

وهاهو قد حل بنا وعيد من لاينطق عن الهوى صلى عليه وسلم عندما قال: ( ويل للعرب من شر قد اقترب، فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل، المتمسك يومئذٍ بدينه كالقابض على الجمر)

يا دبي:عيب ما تفعلينه والله..أليس فيكم رجل رشيد؟