" ليبكِ عليك القلب"
سارة العمري
كاتبة سعودية
لَعَمْرِي لَقَدْ غَالَ الرَّدَى مَنْ أُحِبُّهُ،،،وَ كانَ بودي أنْ أموتَ وَ يسلما.
وَ أيُّ حياة ٍ بعدَ أمًّ فقدتها،،،كَمَا يفْقِدُ الْمَرْءُ الزُّلاَلَ عَلَى الظَّمَا.
تَوَلَّتْ، فَوَلَّى الصَّبْرُ عَنِّي، وَعَادَنِي،،،غرامٌ عليها ، شفَّ جسمي ، وأسقما.
آه يا رمضان كم تثير في داخلي من أشجان، وتذكرني به من أحزان.
فقد كان لي فيك مع الحزن موعد، ومع الألم صحبة، ومع اليتم رُفقة، و مع الفراق قصة وأي قصة.
ففيك فقدت أمي، فأي طعم للحياة دونك "أمي" مرت ثلاثة أعوام ولازالت مرارة فقدك علقما أتجرعه صباح مساء.
فقد رحلتي وتركتني وطنا خلى من ساكنيه، وجسدا فارقته روحه، وقلب توقف نبضه، ووجها هجرته إبتسامته،
ماتت
"أمي" فماتت السعادة في أسمى معانيها، ومات العالم كله من حولي، إنطفئ
النور الذي كان يضيئ لي حياتي، وجف النبع الصافي الذي يروي جفاف مشاعري،
ماتت من جنتي تحت قدميها، ومن إذا ضاقت بي الدنيا أرتميت بين يديها.
سكت الصوت الذي كان يترنم بالدعوات، أرتحلت الرحمة والعطف ودفئ الهمسات.
توقف القلب الذي لا يعرف الا الحب والعفو والتسامح دون حساب أوإنتقام.
غاب الوجه الذي كنت أرى فيه سهولة كل صعب ويسر كل عسير.
سكنت الأنفاس التي تبعث في نفسي الأمن والأمان.
أغلق أحد أبواب الجنان.
ذهبت من كانت بلسم الجروح وغذاء الروح،
من خلقها الله من رحمته فلا يغيرها كدر، ولا يبدلها عقوق،
صعدت تلك الروح الطاهرة إلى ربها،
وتركتني
منكبة أبكي على قدميها، وأنا أنظر إلى أخي لعله يقول غفوة أو إغماءة بعدها
صحوة، لكنه أجابني بدمعة حارة وكلمة أخترقت قلبي ومزقت روحي ترحمي عليها
وأسترجعي.
رحمك الله يا "أمي"
لِيَبْكِ عَلَيْكِ الْقَلْبُ، لاَ الْعَينُ إِنَّنِي،،، أرى القلبَ
أوفى بالعهودِ وَ أكرما.
فواللهِ لاَ أنساكِ ما ذرَّ شارقٌ،،،وَمَا حَنَّ طَيْرٌ بِالأَرَاكِ مُهَيْنِمَا.
عَلَيْكَ سَلاَمٌ لاَ لِقَاءَة َ بَعْدَهُ،،،إِلَى الْحَشْرِ إِذْ يَلْقى الأَخِيرُ الْمُقَدَّمَا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق