" تأملات وعِبر "
بقلم: سارة العمري
في هذه الليلة الطويلة التي لم يكد يطلع فجرها، وأنا أقضيها مع ولدي الصغير في إحدى المستشفيات، تذكرت والذكرى مؤرقة.!..
تذكرت أحبة لنا لطالما سهرنا وإياهم في مثل هذه الغرفة الكئيبة، ولطالما انتظرنا بزوغ الفجر لعله يشرق علينا بأمل قد بدأ يتلاشى مع اشتداد ظلمة الليل وازدياد أنين الصدور..!
تذكرت أحبة لنا لطالما سهرنا وإياهم في مثل هذه الغرفة الكئيبة، ولطالما انتظرنا بزوغ الفجر لعله يشرق علينا بأمل قد بدأ يتلاشى مع اشتداد ظلمة الليل وازدياد أنين الصدور..!
ولطالما ردّد لساني، وأنا أتأمل في تلك الليالي قول الشاعر:
كفى بك داءاً أن تر الموت شافيا
وحسب المنايا أن يكن أمانيا..!
ومن هنا أحاول أن أعود من جديد، وقد غبت عن الحرف طويلاً وهجرت القلم هجراً جميلاً، فلم يكن الغياب موتاً للحرف أو عجزاً في البيان أو جفافاً للمداد.!
إنما لصعوبة بعض المحطات التي نمر بها في حياتنا والتي نعجز عن التدوين لها أو التعبير عنها..!
ففى رحلة العمر تواجهنا محطات كثيرة، أصعبها الموت.. محطة سنقف عندها ولابد أن نمر بها.
سواءاً لنودع حبيب أو ليودعنا أحبابنا، فمهما عشنا ومهما طال العمر بنا، لابد أن يأتي يوم ليقف القطار وتتعطل القضبان.!
في رحلة العمر ،والأيام مسرعةً
لا تنسَ من أنت أو ماوجهة السفرِ.؟
وهانحن قد وقفنا عند احدى تلك المحطات، وعثرات الأيام قد ملأتنا بالجراح، وأنهكتنا بصفعاتها المتتالية، وأحزانها الغائرة.
مماجعلنا نقف طويلاً عند بركان ذواتنا، عاجزين عن الانفجار بما تخفيه أساريرنا، ومايشتعل داخل قلوبنا.
فالحياة تمثل علامة استفهام كبرى، فهي مليئة بالتساؤلات والمواقف التي تثير دهشتنا، ولا نجد لها تفسيرا.
ولكننا إعتدنا هذه الأمور، وصرنا نتقبل أشد المواقف وأصعبها بإبتسامة باهتة !
ولكن ..هناك دائماً بصيص نور ينبثق من وسط الظلام، وغالباً ماتكون المنح في ثنايا المحن، والقوة تتولد من الضعف، والعبر من العبرات.!
ففي هذه الرحلة التي تقارب أربعة أعوام، مررت خلالها بمواقف كثيرة وتعرفت على معادن عديدة، منها النفيس الثمين، ومنها البخيس الرخيص.!
تلك الرحلة جعلتني أعيد النظر في الكثير من القناعات وأفكر ملياً قبل أن أصدر الأحكام جزافاً بلا تأملات.!
فكل انسان في هذه الحياة لديه جانب خفي عن الناس، فما كل مايلمع ذهباً، وماتلك الأسوار البراقة والديكورات الجذابة من الخارج إلا واجهات مزيفة تخفي خلفها قصصا وأحداثا مؤلمة.
فليس كل من ضحك سنه ضحك قلبه، بل ربما كلما زاد الجمال الخارجي كلما كان خلفه الكثير من الآلام والأحزان.!
فلا نقتحم على الناس أسوارهم ، ولاننتهك خصوصياتهم ولانكلفهم مالا يطيقونه، بالحكم عليهم بما نراه ونحن لانعلم خفاياه.!
بل إن هذه المرحلة جعلتني أفكر في الحياة برمتها بطريقة أخرى ومن زوايا مختلفة، فقد أثبتت لي بالدليل القاطع أن لا أمان لها ولا دوام لحالها وأنها سريعة الدوران متعددة الوجوه كثيرة التلون عاجلة الزوال.
لذلك قررت أن أعيش فيها بلا أحقاد، بلا جدل، بلا كراهية. أعفو وأصفح وأحسن النية، ألتمس الأعذار، وأتغافل عن الزلات،
أحياها على مبدأ قوله تعالى:
( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ )
وقوله عز وجل:
( والْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
أجتهد لأترك الأثر الطيب والذكر الجميل.
أحاول أن أرسم الإبتسامة على الوجوه، وأدخل الفرحة للقلوب. أحرص لجعل تلك البصمات نقشاً في قلوب كل من مررت بهم، لا تزيلها عوامل النحت والتعرية ، ولا تمحوها معاول الهدم والبناء..!
متمثلة في ذلك قول الشاعر:
هذه الحياةُ سأحياها على أملٍ ..
ألا أغادرها من غيرِ ما أثرِ
حتى ولو ضحكةً في وجه مكتئبٍ
حتى و لو معطفاً يحمي من المطرِ.!
حتى ولو دعوة في الليل أرسلها
ممزوجة بدموع الشوق في السّحرِ
حتى ولو حباً ، في الله أنثرهُ
ملء الدروب وملء السمع والبصرِ
حتى ولو دمعة من خد ذارفها
أزيلها و أواسيها على قدري
إنّا على الأرض رحّالون أتعبنا
طول الطريق وأنت العون في السفرِ
في خضم هذه الأحداث وعبر مراحل هذه الرحلة كان هناك عابرون كُثر منهم من حفر اسمه بحروف من ذهب على جدران قلب كان يقطر دماً، فالتأم عليها، وستبقى تلك الأسماء محفورة داخله، يدين لها بالحب والوفاء إلى الأبد.!
ومنهم من أخذ قطرات من ذلك الجرح وكتب أسمه على رمل في قارعة الطريق، فهبت ريح فنثرته وبعثرته فلم يبق له أثر يذكر.!
وأنا هنا أدعوكم لنفكر الآن سوياً..
أنا وأنتم ..
وليمسك كل منا ريشة وليحضر ألوانه المشرقة،
لنلون حياة أناس لم يروا من الحياة إلا جانبها المظلم.!
ولنرسم على شفاههم أجمل ابتسامة عرفوها في حياتهم .
ولندع سيول الشتاء تجرف أوراق خريفنا المتساقطة، وتروي أشجار حياتنا بانتظار ربيع جديد.!.
الله عليك ❤️❤️❤️
ردحذفماشالله من يومك مبدعه تسلم اناملك
ردحذفمبدعه ورايعه ماشاءالله عليك استاذه سارة ❤️👍🌹
ردحذفمبدعه ياساره الى الأمام القلب داعي لك
ردحذفقادتني مدونتك السابقه الى هنا ،،فتذكرت قول الشاعر ؛
ردحذف
واعتاد قلبي من الترحال لوعته
ما عاد شيءٌ من الآلام يوجعُهُ
•بِتْنا نصبّر بعضاً حين نذكرهم :
الله قدّر بُعْدَاً ! كيف نمنعُهُ !؟
ولكن كلماتك بيضاء مشرقه تحمل معها التفائل والبشرى والأمل الذي لن ينقطع مادآم الله موجودا والإيمان عامرا في قلوبنا
اختي وحبيبتي ساره جعل الله ايامك خاليه من الأوجاع ومليئه بالسعادة والحب، وأسأل الله ان تكوني و كل من تحبين دآئما بخير ..
قادتني مدونتك السابقه الى هنا ،،فتذكرت قول الشاعر ؛
ردحذف
واعتاد قلبي من الترحال لوعته
ما عاد شيءٌ من الآلام يوجعُهُ
•بِتْنا نصبّر بعضاً حين نذكرهم :
الله قدّر بُعْدَاً ! كيف نمنعُهُ !؟
ولكن كلماتك بيضاء مشرقه تحمل معها التفائل والبشرى والأمل الذي لن ينقطع مادآم الله موجودا والإيمان عامرا في قلوبنا
اختي وحبيبتي ساره جعل الله ايامك خاليه من الأوجاع ومليئه بالسعادة والحب، وأسأل الله ان تكوني و كل من تحبين دآئما بخير ..