الأربعاء، 17 فبراير 2016

" رعد الشمال يعانق برق الجنوب "

" رعد الشمال يعانق برق الجنوب "

بقلم: سارة العمري



برقٌ وحزم في الجنوب ورعدٌ في الشمال، ووابلٌ من الغيث يعم أرجاء البلاد.


أجل نحن الحجاز ونحن نجـد
هـنـا مـجـد لـنـا وهـنـاك مـجـدُ

ونحـن جزيـرة العـرب أفتـداهـا
ويـفـديـهــا غـطــارفــة وأســــــدُ

ونـحــن شـمـالـنـا كــبــر أشــــم
ونـحــن جنـوبـنـا كــبــرُ أشــــدُّ

ونحـن عسيـر مطلبـهـا عسـيـر
ودون جبـالـهـا بــــرق ورعــــدُ.!

 
بلادنا الأن تعيش حالة حرب على عدة جبهات، ونحن ولله الحمد والمنّة ننعم بالأمن والأستقرار، ننام ملء أعيننا، ونستيقظ وتستمر حياتنا وتعم أفراحنا بلا منغصات، فلا ضجيج صواريخ ولا أزيز طائرات.

مساجدنا عامرة بالصلوات، وجامعاتنا ومدارسنا تضج بالطلبة والطالبات، شوارعنا آمنة وبيوتنا عامرة، أسواقنا بأصناف الخيرات زاخرة، فلم تتعطل مصالحنا ولم تتوقف رواتبنا ولم تتأثر معيشتنا.

الوطن هو المكان الأول الذي يراه الإنسان حين الولادة، وأول مكانٍ تنفس هوائه ولعب فوق ثرائه ، استظل بفيه واستراح تحت أشجاره، وزرعت تضاريسه في قلبه الحب والحنين والاشتياق؛ فهو الأم الرؤوم التي لاتستغني عن أطفالها، ولايستغني أطفالها عنها.!

فعندما يكون الوطن في خطر فكل أبنائه له جنود، فالوطنية ينبوع من التضحيات وليست مجرد خطب وشعارات، فجميلٌ أن يموت الإنسان من أجل وطنه، ولكن الأجمل أن يحيى من أجل هذا الوطن.


وكي نحيا ويحيى هذا الوطن بإذن الله تعالى شامخاً عزيزاً نحتاج أن  نقف عدة وقفات:

* علينا أن نمعن النظر في البلدان المحيطة بنا، ونحن نراها تتخطف من حولنا، وقد هيأ الله لنا حرماً وبلداً آمنا مطمئناً، تُجبى إليه أنواع الخيرات وتهوي إلية افئدة الناس.

 ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ )

 فلنشكر الله تعالى على هذه النعم العظيمة، فبالشكر تدوم النعم؛
 وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )

* قطع الطريق على المتربصين الذين يريدون المساس بوحدتنا ولحمتنا، وزرع الفتنة وبث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد.

وذلك بتحييد اختلافاتنا الفكرية والطائفية، ونبذ العنف والشقاق والخلاف، ونشر لغة المحبة والتسامح والترابط والتكاتف، فنحن نرى اليوم احتدام الخلافات  والصراعات بين كافة التيارات في بلادنا، وهذا ليس مكانها ولازمانها، فالوطن يمر بأحلك الظروف.
 الأخطار تحيطه والأعداء يتربصون به، وهو أحوج مايكون  إلى اجتماع الكلمة وتوحيد الصف.

( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا )

وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ )

* الكف عن تناقل الشائعات والأخبار، ونشر كل مايدب خفية داخل الموصلات الإلكترونية، ومايطير في فضاء الإنترنت، والتصدي لكل مايمس أمن الوطن واستقرار حكومته وطمأنينة شعبه.

* وقف التضخيم الإعلامي والمجتمعي، لبعض الأخطاء الفردية، التي قد تصدر من بعض الأجهزة الحكومية، والبعد عن التحريض وتصفية الحسابات، وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والحزبية.

* علينا أن نعي بأننا في حالة حرب، وهناك من يتربص بنا الدوائر، ويسعى لأشعال نار الفتنة بيننا ليضرب المجتمع ببعضه، وماتؤتى الأمم إلا بأيدي أبنائها، والتجارب المحيطة بنا خير دليل، والسعيد من اتعظ بغيره.!

فالله الله أخي الغالي أختي الحبيبة: أن يؤتأ وطنك من قبلك فكل منا على ثغر؛
الجندي في ثكنته، والإمام على منبره، والأستاذ في جامعته، والمعلم في مدرسته، والكاتب في زاويته، والأم في بيتها.

فهذه بلاد الحرمين الشريفين، ليست كغيرها من البلدان، نفديها بأرواحنا وأبنائنا وأموالنا، ولن نسمح لكائناً من كان أن يستبيح حماها أو يدنس طهر ترابها.


الناس حُسَّادُ المكانَ العالي 
يرمونه بدسائسِ الأعمالِ

 ولأنْتَ ياوطني العظيم منارةٌ 
في راحتيْكَ حضارةُ الأجيالِ 

لا ينْتمي لَكَ من يَخونُ ولاءَُ 
إنَّ الولاءَ شهادةُ الأبطالِ 

يا قِبْلةَ التاريخِ يا بلَدَ الهُدى 
أقسمتُ أنَّك مضرَبُ الأمثال

هناك 4 تعليقات:

  1. الله يكثر من امثالك والله وسلمت الأنامل والعقل والفكر النير يا أستاذه سارة رائعه جدا

    ردحذف
  2. الله يكثر من امثالك والله وسلمت الأنامل والعقل والفكر النير يا أستاذه سارة رائعه جدا

    ردحذف
  3. ابعدعتي ماشاء الله صح لسانك وسلمت اناملك ��

    ردحذف