الأربعاء، 28 يناير 2015

" رسالة سلمان بن عبدالعزيز الأولى "

" رسالة سلمان بن عبدالعزيز الأولى "



بقلم: سارة العمري

 

 

قال الله تبارك وتعالى:
{ الَّذِينَ إن مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ }.


وقال عز من قائل:{ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ }


هذه هي عزة وشموخ المؤمن وتلك هي عزة الإسلام وعظمته، كما ظهر بها الملك سلمان بن عبدالعزيز
_ حفظه الله_ أمام العالم اجمع، خلال استقباله للرئيس الأمريكي باراك اوباما، عندما قطع مراسم الإستقبال واستأذن ضيفه وانصرف لأداء صلاة العصر.


وكأنه يقول للعالم أن ثوابت ديننا فوق أي "بروتوكولات"، ونداء ربنا اكبر من كل رئيس و زعيم، وإن عزنا وتمكيننا يرتبط بمدى تمسكنا بديننا، فترجم عملياً مقولة الفاروق عمر بن الخطاب _رضي الله عنه_: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ).


وقد أرسل بهذا التصرف الشجاع رسالة واضحة المعالم للداخل والخارج، تعجز عشرات الخطب ومئات التصريحات عن ايصالها بهذه القوة وذلك الوضوح.
 
مفادها إننا دولة تأسست وقامت على الإسلام اتخذته دستوراً ومنهج حياة ولن تحيد عنه ابدا، فمن أراد أن يفصل الدين عن الحياة فيجزّأه ويفصّله حسب توجهاته ورغباته فلا مكان له بيننا.
 
كما قطع الطريق على كل من يساوم أو يشكك في ثوابت هذه البلاد وقيمها وقوة تمسكها بدينها، كما وضح ذلك في كلمته التي وجهها بعد وفاة أخيه الملك عبدالله رحمه الله، حيث قال: " سنظل بحول الله وقوته متمسكين بالنهج القويم الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله وعلى أيدي أبنائه من بعده رحمهم الله " 
 
كما بين للعالم اجمع إن الإسلام دين قيم ومبادئ وسلام ومحبة ،ونحن دعاة سلم وتعايش، نؤدي حق ربنا ونحترم حقوق خلقه.
فمن أرادنا بديننا فأهلاً ومرحباً به، ومن أراد منا أن نتخلى عن الإسلام ونلصق به التهم وننسب إليه جميع مشاكل العالم، فلا قبول له عندنا ولاحاجة لنا به، مهما على شأنه وارتفعت مكانته وعظمت قوته.!
 
فنحن قومٌ نؤمن أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا } وليست لأحد من خلقه.
 
 شكراً مليكنا الغالي يا من أدخلت البهجة والسرور على قلوبنا، والثقة والأمان لنفوسنا، فقد شعر الوطن باكمله بالعزة والفخر، ورفع رأسه عالياً بملك صالح وإمام قوي أمين، فمن لم يضيع حق ربه ولم يخضع لبروتوكولات متعارف عليها بين جميع دول وزعماء الأرض على مدى عصور، وأمام زعيم الدولة الأعظم في العالم، فلن يضيع حقوق أمته ورعيته في أي حال من الأحوال وتحت أي ظرف من الظروف.

 
ترك العباد وسار نحو المسجد ،،، ملك حق الإله هو البٓدي.
لله درك إذ شرحت صدورنا ،،، فالناس تُهدي بالإمام المهتدي.

الاثنين، 26 يناير 2015

"ملكت القلوب حياً وميتا"

"ملكت القلوب حياً وميتا"



بقلم: سارة العمري
 
 

 


قال خير الأئمة صلى الله عليه وسلم:
( خيٓرُ أٓئِمّتكُمُ الّٓذِينٓ تُحِبُّونٓهمْ ويُحِبُونٓكُمْ ويُصٓلُّونٓ عٓلٓيْكُمْ وتُصٓلُّونٓ عٓلٓيْهِمْ )


إلى الله عبدالله شدّ رحالٓهُ ،،، فطوبى لماضٍ جٓمّلٓ اللهُ حالٓهُ
وماغاب عنا وهْو ملءُ صدورنا ،،، يروح ويغدو لانمٓلّ خيالهُ.
 
لقد ترجل الفارس عن صهوة جواده، نعم ترجل بعد أن أفنى زهرة شبابه وسني حياته، في خدمة وطنه وشعبه وأمته.
 
انتقل إلى جوار ربه بعد أن أدى الأمانة واجتهد وعمل ليل نهار بإخلاص وتفان لإسعاد شعبه ورفاهيته.
 
رحل قائدنا العظيم ووالدنا الحنون، الذي أسكن شعبه قلبه، فأسكنه شعبه جميع جوارحه.
 
رحل عبدالله بن عبدالعزيز فبكاه الرجال والنساء، بكاه الأطفال والشباب والشيوخ، رحل بعد عمر حافل بالحب والعطاء، عاشه لشعبه فتمنوا اليوم لو اعطوه من أعمارهم كي لايفارقهم أبدا.
 
أستقبل في قصره ومكتبه كبار السن وأصحاب الحاجات، فساعدهم بيده وواسهم بمشاعره وقضى حوائجهم بجاهه وماله، دخل بيوت الفقراء وتفقد أحوالهم وقال: «انني اليوم بين أهلي وقومي جئت لأتفقد أمورهم وأنظر أحوالهم، فليس السمع كالنظر، فنحن مؤتمنون أمام الله جل جلاله تجاه كل فرد من أبناء الوطن العزيز».


تجول في الأسواق وخالط العامة والبسطاء، شاركهم تسوقهم وأكل من أطعمتهم، تبادل معهم الاحاديث وأدخل السرور إلى قلوبهم.
مسح على رؤوس الأيتام فذرفت عيناه دموعاً غالية، وهاهو شعبه اليوم يبادله الحب بالحب، فيذرف على فراقه الدموع الحارة، ويتنهد بالزفرات الحارقة.
 
صرف المكافأت للأرامل والمطلقات، فأغناهم عن الإحتياج وكفاهم مذلة السؤال، فدعوا له بأطيب الدعوات، ووصفوه بأجمل الصفات.
 
ستبكيك الأرامل واليتامى ،،، وشعب فيك كم غنى وهاما.
سلاماً كنت حياً يا أبانا ،،،، ويوم الموت نقرؤك السلاما.


رحم الله الملك الإنسان عبدالله بن عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته، كلمات تتكرر هذه الأيام على كل لسان عندما يذكر أسمه، فالكل يدعو له بصدق ويترحم عليه بحب، يعدد مناقبه ويتباهى بمأثره، قائد صدق مع شعبه فصدق شعبه معه.
ضرب أروع الأمثلة في الحب والعطاء والإثار، خرج لشعبه في أشد ألآمه مطمئناً إياهم فخاطبهم قائلاً: "دامكم بخير فأنا بخير".
فرد عليه شعبه بصوت واحد:

 
أبشرك حنا بخير وسلامه ،،، لاينشغل بالك يابو متعب ارتاح.



أصدر أوامر الخير فزاد الرواتب ودعم جميع قطاعات الوطن، ثم ألقى تلك الكلمة الأبوية الحانية، التي شكر فيها أبناءه وبناته شعب المملكة العربية السعودية، والتي ختمها بمقولته الشهيره ووصيته الغالية " أيها الشعب الكريميعلم الله أنكم في قلبي أحملكم دائماً، واستمد العون والعزم والقوة من الله ثم منكم، فلا تنسوني من دعائكم".
كلمات لايقولها الإ العظماء المتواضعين العارفين بربهم المتمسكين بدينهم.
 
رحلت عنكم وعمري في محبتكم ،،، ديني وشعبي وداري نبض شرياني.
تذكروني بدعواتٍ تؤانسني ،،، أرجو إلهي بتوحيدٍ وإيمانِ.

 
 

والله لن ننساك من دعائنا أيها الراحل الغالي، يا من سكنت منا القلوب واستوطنت مقل العيون فكل شعبك بعد رحيلك أيتام ياحبيب الشعب وملك القلوب.
قلت: "اعفوني من لقب ملك القلوب وملك الإنسانية، فالملك هو الله ونحن عبيد الله عز وجل."
اعذرنا أيها الأب الغالي إن لم نلب طلبك هذا فربنا هو من رزقنا حبك، ومصداق ذلك قول رسولنا صلى الله عليه وسلم:
إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ )


إن لرحيل الأحباب غصة، وإن لفقد العظماء ثلمة، وقد فقدناك ياحبيبنا وعظيمنا ووالدنا وقائدنا، فغصصنا بدموعنا حزناً، وتشبعت مشاعرنا يتماً.


 
رجوت عيني أن تكف دموعها ،،، يوم الوداع نشدتها لاتدمعي.
أغمضتها كي لاتفيض فأمطرت ،،، فأيقنت إني لست أملك مدمعي
رأيت حلماً إنني ودعتهم ،،، فبكيت من ألم الحنين وهم معي.
مُرٌّ علي أن أودع زائراً ،،، كيف اللذين حملتهم بين أضلعي




رحم الله فقيد الأمة وزعيم العرب وحكيمها، والد الشعب السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، واسكنه فسيح جناته.
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا ملكنا لمحزونون.


الأحد، 11 يناير 2015

لنترجم أخوّة الدين نحوهم

 لنترجم أخوّة الدين نحوهم



بقلم: سارة العمري



 

 
أتدري كيف أخاك يا ابن أمي *** يهدده من الفقر العناء.
وكيف يداه ترتجفان بؤسًا ***وتصدمه المذلة والشقاء. 
يصب الزمهرير عليه ثلجًا *** فتجمد في الشـرايين الدماء.
 
 
 

عندما يجتمع الخوف والبرد والجوع والتشريد على إخوة وأخوات لنا هربوا من جحيم الحرب إلى زمهرير الثلوج وقسوة الشتاء، ونحن نتفرج عليهم بقلوب جامدة أيضا، ماذا يكون حالنا أمام الله تعالى، بل أمام التاريخ.
 

مع كل فجر يوم جديد تتعالى صرخات النساء والأطفال والشيوخ، مستغيثين بأمة الإسلام وما من مجيب.!
نحفظ ونلقن أبناءنا في المدارس حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم-:
"مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى".
 

ولكن السؤال الذي سيطرحه التاريخ علينا : يا أمة الجسد الواحد ماذا قدمتم لإخوانكم.؟


هؤلاء لم يجدوا سامعاً لشكواهم ولا معيناً لهم على بلواهم، ولا مغيثاً لملهوفهم ولا ناصر لمظلومهم وضعيفهم، و "هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ"

فهل نصرتموهم لتنتصروا بهم أم اسلمتموهم وخذلتموهم أيما خذلان، فاللهم لاتؤاخذنا بخذلاننا لإخواننا.
 

وأنا هنا أوجه كلامي لك أختي الحبيبة ماذا قدمتِ لإخوانك وأخواتك المستضعفين في بلاد الشام.؟

أُخيتي تذكري عندما تغلقين عليك وعلى أولادك باب بيتك الدافىء، وتأوين إلى فراشك الوثير، تذكري حينما يذهب أبنك أو أبنتك للمدرسة صباحاً وقد ارتدوا أجود الألبسة الصوفية، وركبوا السيارات الدافئة و أووا إلى مدارسهم  المكيفة، ودرجة الحرارة لاتقل عن عشر درجات فوق الصفر، ومع ذلك تخشين عليهم من البرد.!
 
حينها تذكري بإن هناك من يسكنون العراء، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، لا مأوى لهم ولا غطاء، ولا غذاء و لا لباس ولا دواء، بل وفوق ذلك درجة الحرارة تصل تحت الصفر بعشرات الدرجات.



عندها بادري أيتها المباركة ولو بالقليل، تذكري أحاديث الحبيب _عليه أفضل الصلاة والسلام_ في هذا الباب:

"يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ".



"سَبَقَ دِرْهَمٌ مِائَةَ أَلْفٍ ". 

 

"إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِيءُ عَنْ أَهْلِهَا حَرَّ الْقُبُورِ، وَإِنَّمَا يَسْتَظِلُّ الْمُؤْمِنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ".
 
"اتِقْوُا النّارِ ولْوُ بِشْقِ تَمّرْهَ".
 
كما يجب أن يتذكر الجميع إن الأيام دول.
 
فهؤلاء المستضعفين والمشردين، كانوا في ديارهم مطمئنين، وفي بيوتهم آمنين دافئين، كانوا ينعمون بمثل ما ننعم به اليوم من نعم عظيمة، فدار عليهم الزمان وتبدلت الأحوال، شردتهم الحروب وجار عليهم القريب والبعيد، فتحولت العافية وحل البلاء ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
 
 
 
لكل شيء إذا ما تم نقصانُ،،،فلا يغر بطيب العيش إنسانُ

هي الأمور كما شاهدتها دولٌ،،،من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ
وهذه الدار لا تبقي على أحدٍ،،،ولا يدوم على حال لها شانُ
 

 
وحسب تقرير لصحيفة تواصل الإخبارية، فإن العدد الكلي للاجئين السوريين في الأردن بلغ 638 ألف شخص. كما بلغ عددهم في تركيا أكثر من مليوني لاجئ، وفي لبنان مليون وسبع مئة ألف لاجئ سوري.
 
 
معاناة السوريين المشردين داخل وطنهم، لا تقل عن معاناة لاجئي الخارج، و يبلغ عدد اللاجئين داخل المدن السورية سبعة ملايين وست مئة ألف نازح.
فمن لهولاء إن تخاذلنا عن نصرتهم؟ 
من لهم إن لم نتكاتف لإغاثتهم والتخفيف من معانتهم؟
هل ماتت القلوب وتجمدت المشاعر، وانعدمت الإنسانية وقطعت روابط الأخوة؟



أين نحن من حديث المصطفى _صلى الله عليه وسلم_ "لَيْسَ بِالْمُؤْمِنِ الَّذِي يَبِيتُ شَبْعَانًا وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ".

فكيف نقابل ربنا وبما نعتذر وجيراننا يموتون جوعاً وبرداً، ونحن نتقلب في ألوان النعم ولم نحرك ساكناً.؟
 
يارب تلك الشام طال عناؤها،،،والسهل دامٍ والرُبا تتضرعُ.
أنت الذي بيديك كل وسيلةٍ،،،يا دافع الأمر الذي لايدفعُ.