أيها الوزراء : لا نريد وعوداً.. تحدثوا بإنجازاتكم
بقلم: سارة العمري
صدرت يوم الإثنين الماضي أوامر ملكية بتعيين ثمانية وزراء جدد وقد حظيت هذه التعيينات بترحيب واسع من كافة شرائح الشعب السعودي متأملين فيهم ومنهم خيراً .
ملكنا المحبوب عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - قد أحدث ربيعاً سعودياً طوعياً بهذه التغييرات، وما سبقها من تغييرات مماثلة في كافة مفاصل الدولة، وقد أدى ما عليه وبرئت ذمته أمام الله ثم أمام شعبه، واليوم باتت الأمانة في أعناق الوزراء والمسؤولين المعنيين بهموم المواطن مباشرة، فنحن لا نريد تصريحات نارية، ووعود خرافية، وكلمات تخديرية، وأحلام في أرض الواق واق بما سمعنا طيلة السنوات الماضية.
ولكي لا أكون كالتي ترمى الكلام على عواهنه، هل تذكرون من وعد المجتمع "بآلاف الوحدات السكنية خلال ستة أشهر"، ولم تر النور إلى اليوم. أو من يقول للمسن الضعيف "رح أشتر" ، أو من يسكن في قصر مساحته بآلاف الكيلو مترات ويستكثر على المواطن "بضع مئات من الأمتار"، أو ذلك البليد الذي يطلب من الناس أن يتكيفوا مع الغلاء وأن يغيروا عاداتهم الغذائية، وغيره وغيره من التصريحات التي تغم المواطن وترش الملح على جراحه.
نريد أفعالاً لا أقوالاً، لا نريد أن "نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً".
مطالبنا بسيطة ومشروعة، نحن لا نطلب المستحيل نريد إذا مرضنا أن نجد سريراً مريحاً، في مستشفى يقدم الرعاية الصحية الجيدة . كي لا يجتمع علينا ألم الجسد وضيق المكان وآهات المرضى، كما هو الحال اليوم لمن كان حظه ممتازا أو لديه واسطة ويجد سريرا في مستشفياتنا اليوم، والتي الغرفة فيها لا تتجاوز مساحتها ستة في خمسة، ويتكدس فيها من أربعة إلى ستة مرضى يستمعوا لآهات بعضهم البعض، فكيف لمريض هذا مكانه أن يتعافى؟!
نريد أن نصل إلى أعمالنا، ويصل أولادنا إلى مدارسهم وجامعاتهم عبر طرق آمنة، خالية من الحواجز والتحويلات والحفريات، حتى لا نكون ضحية بين سندان "ساهر وحوادث السير، ومطرقة خصم الرواتب وفوات الاختبارات.!"
نرغب في مخرجات تعليم جامعي مرموق، تكفل لأولادنا التخصصات النادرة، وتؤهلهم للوظائف المطلوبة في سوق العمل، كي لا تتقطع قلوبنا على فراق أولادنا الذين لم يجدوا تخصصاتهم التي يرغبونها في بلدهم، ما اضطرهم أن يتغربوا عن أهلهم ووطنهم، وكي لا نصاب بخيبة أمل بعد جهد وسهر وطول انتظار، ثم يتخرج أولادنا ، فينضمون لطابور البطالة الطويل.
نرغب في أمن اجتماعي شامل يضمن حقنا في بيت مال المسلمين، فيوفر راتباً شهرياً لربات البيوت، لقد سمعنا من يعترض على ذلك قائلاً وماذا قدمت ربات البيوت للوطن كي يكافئهم؟
وأنا أقول ماذا قدم الوطن لهن, نعم يا معالي وزير الشؤون الإجتماعية ،و يا وزير المالية، ماذا قدم الوطن لأمي وأمك وملايين الأمهات من جيلهن، فلم يتعلموا في مدارس ولم يدخلوا جامعات ويحصلن على شهادات ومكافئات، ولم يستخدمن طرق معبدة ولم يشربن مياه محلاه، ولم تنير الكهرباء بيوتهن الا قريباً .
بل ربما نامت أمك يوماً وهي تمسك بشمعة أو فانوس كاز، كي تضيء لك الغرفة لتذاكر دروسك فذابت الشمعة وحرقت يدها، نعم احترقت من أجل أن تجعل منك نوراً يضيء في المستقبل، وتقدمك عضواً صالحاً يخدم وطنه ويرتقي بمجتمعه.
احترقت لتنير سماء الوطن بالطبيب والمهندس، بالمعلم والعسكري، بالقاضي والمحامي، بالسفير وبك أنت يا معالي الوزيرين.!
فبعد كل هذا الا تستحق راتباً شهرياً يسيراً!
ليس كراتب معاليك ولا ربعه ولا نصيفه، إنما نطالب لها بواحد في المئة من راتب مدير مكتبك يا طويل العمر.
نريد إعلاماً محافظاً يراعي خصوصية مجتمعنا، فيهذب أخلاق أولادنا ويرتقي بعقولهم، يبث لهم الثقافة لا التفاهة، يرسخ تعاليم الدين في نفوسهم، ويؤصل القيم والمبادئ في تفاصيل حياتهم.
نريد دعاة أصحاب منهج وسطي يخاطبون العقول قبل القلوب يغرسون فضائل ديننا الإسلامي العظيم في عقول النشء، فيغذون به الأرواح وينيرون العقول، بالحجة والدليل وليس بالترهيب والتشدد، ولا بالتنفير والتكفير.
نريد وزراء يتلمسون احتياجات المواطن البسيط، يخلعون البشوت وينزلون للميدان، يذهبون للمستشفيات للجامعات للأحياء الفقيرة، للقرى النائية المنسية، للمساجد ومرافقها المتهالكة، للطرق واستراحاتها وخدماتها البائسة، للمزارع للصحف، لكل مكان يحتاجهم المواطن، فقد عينوا من أجل خدمته وليس العكس، عليهم أن يقومون بذلك كله مترجلين، بلا مواكب فاخرة ودون وفود مرافقة ومستقبلة، ودون حاشية مطبلة مرتزقة، ولا ورود منثورة وبوفيهات بالطول والعرض مفروشة.!
أيها الوزراء: كونوا كتوفيق الربيعة الذي تحدثت إنجازاته لا لسانه، فبات وزير الشعب بلا منازع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق