الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

" كلنا نورة العدوان "

" كلنا نورة العدوان "


 سارة العمري


في مبادرة مشكورة مأجورة، رفعت الدكتورة نورة العدوان عضو مجلس الشورى السعودي، توصية تنص على إلزام مذيعات القنوات السعودية الرسمية، والقنوات المرخص لها والممولة براس مال سعودي، حسب "صحيفة الوطن" بارتداء العباءة والطرحة وإلزامهن بلبس موحد أثناء ظهورهن على الشاشة.
 
 
وقد نجحت بفضل الله ثم بجهودها المضنية في إقناع لجنة الشؤون الثقافية والإعلامية بالمجلس، بإدراج توصيتها بإلزام المذيعات بارتداء العباءة والطرحة، ضمن نظام الإعلام المرئي والمسموع.
وطرحها للتصويت بمشيئة الله تعالى اليوم الثلاثاء الموافق 30/12/2014 .

 
 
وبالرغم من المعارضة والانتقادات، التي من المنتظر أن تواجهها الدكتورة نورة في أروقة المجلس بسبب هذه التوصية، إلا إن مجرد الموافقة على طرحها للتصويت يعتبر إنجازاً ونجاحاً للدكتورة ولمساعيها المباركة، كما يعتبر انتصاراً للشريحة الأكبر في هذا الوطن، فقد جرت العادة أن تكون هذه الشريحة في موقع الدفاع عن قضاياها وثوابتها المنتهكة، من قبل تيار معين داخل المجلس، وبهذه المبادرة تكون قد تغيرت المعادلة حيث اتخذت وضع الهجوم فكما يقال دائماً "الهجوم خير وسيلة للدفاع".

 
 
ففي الوقت الذي يحتدم فيه النقاش تحت قبة المجلس، حول التصويت على وثيقة السياسة السكانية وتحديد النسل في السعودية، والسعي لتمرير وثيقة السيداو، بكل ما تحمله من مخالفات شرعية، وما ستجلبه لهذا البلد من وبال وشرور لا يعلمها الا الله.

 
 
تأتي هذه التوصية لتخلط الأوراق وتشتت الأراء، لذلك يجب أن نقف صفاً واحداً وندعم الدكتورة نورة العدوان في موقفها هذا، ومواقفها المشرفة ضد أجندة النسويات المطالبة بإلغاء الحجاب والتحرر من القوامة والولاية، وتمرير وثيقة السيداو بمخاطرها وبنودها المخزية.
 
 

سينبري لنا من يتهم الدكتورة ومن يؤيدها بالتطرف والتشدد، والتخلف والرجعية، وإذا أردت أن تطاع أطلب المستطاع، وغيرها من الحجج الواهية والشعارات المضللة، والإتهامات المعتادة.

 
 
هنا نضرب لهم مثلاً ليس عنا ببعيد، ولم نر ولم نسمع من ينتقده من قريب أو بعيد، أو يتهمه بالرجعية والتضييق على الحريات، أو القول بفرض وصاية الولي الفقيه على جميع حركات الناس وسكناتهم، كما هي حالهم مع رجل الهيئة المستباح الحمى.!

 
 
نضرب لهم المثل بالقنوات الشيعية الرسمية والتجارية، والتي تبث من جميع انحاء العالم، فبالرغم من اختلافنا معهم في المنهج والطرح، الا إننا لابد أن نشيد بتمسكهم بأخلاقيات مجتمعهم المحافظ، وثباتهم على مبادئهم الإسلامية، مما جعل العالم بأسره يحترمهم ولا ينتقدهم، بما في ذلك بني جلدتنا من دعاة التحرر والإنفتاح.

 
 
والسؤال المطروح على دعاة الحرية، والمتشدقين بقبول الرأي والرأي الآخر، هل رأيتم على شاشات هذه القنوات رغم كثرتها وانتشارها، مذيعة دون حجاب ساتر لكامل جسدها وشعرها، هل رأيتم مبالغة في الزينة والتبرج، أو خضوع وتبذل في القول أو تكسر في الجسم.؟

 
 
هل رأيتم مناظر مخلة بالأداب، أو مشاهد خادشة للحياء،
كما هو الحال في قنواتنا المتحدثة بإسمنا، والممولة بأموالنا والممثلة للأسف الشديد لبلادنا، التي هي قبلة المسلمين وقدوتهم، والرمز والمثل الأعلى لكل مسلم على وجه الأرض، لكونها مهبط الوحي ومنبع الرسالة ومهوى الأفئدة، منها اشرق نور الإسلام وبها يرقد خير الأنام.


 
 

أما آن لنا أن نتصدى لمن يسعى لتشويه صورة بلادنا ويعمل على تدنيس قدسيتها، باسم الحرية وتحطيم القيود واسقاط الوصاية الدينية، كما يزعمون بدعواتهم الباطلة وشعاراتهم الواهية كوهن بيت العنكبوت.

 
 
ألم يعلم هولاء إن من يتمسك بمبادئ أو قناعات معينة، يكسب احترام  الآخرين له، ولتلك المبادئ حتى وإن كانوا يرفضونها أو لا يتفقون معها.
إذن فثباتنا على ديننا ومبادئنا هي من تجعل العالم يحترمنا وليس العكس.!
 
 
 
أما آن لهم أن يقدموا مصلحة الوطن على أهوائهم ومصالحهم الشخصية، ويدركون أن الأغلبية في هذا الوطن المبارك، محافظين متمسكين بتعاليم الإسلام راضون بتشريعاته، وما الجدل الذي دار حول الحجاب بالأمس القريب الا بمثابة استفتاء اتضحت فيه الرؤية، فرجحت كفة التمسك بثوابت الدين، على غيرها من الأراء الشاذة والأهواء الشخصية.

 
 
إننا نناشد جميع العقلاء في هذا البلد المبارك من علماء ومسؤولين وتجار ومصلحين، أن يقفوا كلاً فيما يخصه، كالموقف الشجاع الذي وقفته الدكتورة نورة العدوان في مجلس الشورى.
يقف الجميع بحزم ضد سطوة الإعلام الفاسد، الذي يغزو بيوتنا ويستعمر عقول فلذات أكبادنا، فيسمم أفكارهم ويسطّح أهدافهم.!

 
 
وما الإعلام الموجه الا جزءاً من المؤامرات التي تحاك اليوم على ديننا وبلادنا من قبل الشرق والغرب وللأسف بتنفيذ أبناءنا، فهل هي دورة التاريخ أم يعيد التاريخ نفسه.؟

 
 
إنها الخطوات نفسها التي مارسها أعداء الإسلام على مصر قبل حوالي قرناً من الزمن، عندما كانت زعيمة للعالم الإسلامي ثقافياً وفكرياً وحضارياً واقتصادياً.
فاستعملت المرأة كأداة لهدم مجدها وقيمها وأخلاقها.

 
 
فإن استمر السكوت على هذا الغزو الممنهج لمجتمعنا، فسيعاد السيناريو نفسه ونفاجأ بخروج "هدى شعراوي" بنسختها السعودية، لتخلع الحجاب وتحرقه، ثم ويل لنا مما هو أطم وأعظم.؟!

الأربعاء، 10 ديسمبر 2014

أيها الوزراء : لا نريد وعودا.. تحدثوا بإنجازاتكم

أيها الوزراء : لا نريد وعوداً.. تحدثوا بإنجازاتكم
 
بقلم: سارة العمري
 
 
 
 
 
صدرت يوم الإثنين الماضي أوامر ملكية بتعيين ثمانية وزراء جدد وقد حظيت هذه التعيينات بترحيب واسع من كافة شرائح الشعب السعودي متأملين فيهم ومنهم خيراً .
 
ملكنا المحبوب عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - قد أحدث ربيعاً سعودياً طوعياً بهذه التغييرات، وما سبقها من تغييرات مماثلة في كافة مفاصل الدولة، وقد أدى ما عليه وبرئت ذمته أمام الله ثم أمام شعبه، واليوم باتت الأمانة في أعناق الوزراء والمسؤولين المعنيين بهموم المواطن مباشرة، فنحن لا نريد تصريحات نارية، ووعود خرافية، وكلمات تخديرية، وأحلام في أرض الواق واق بما سمعنا طيلة السنوات الماضية.
 
ولكي لا أكون كالتي ترمى الكلام على عواهنه، هل تذكرون من وعد المجتمع "بآلاف الوحدات السكنية خلال ستة أشهر"، ولم تر النور إلى اليوم. أو من يقول للمسن الضعيف "رح أشتر" ، أو من يسكن في قصر مساحته بآلاف الكيلو مترات ويستكثر على المواطن "بضع مئات من الأمتار"، أو ذلك البليد الذي يطلب من الناس أن يتكيفوا مع الغلاء وأن يغيروا عاداتهم الغذائية، وغيره وغيره من التصريحات التي تغم المواطن وترش الملح على جراحه.
نريد أفعالاً لا أقوالاً، لا نريد أن "نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً".
 
مطالبنا بسيطة ومشروعة، نحن لا نطلب المستحيل نريد إذا مرضنا أن نجد سريراً مريحاً، في مستشفى يقدم الرعاية الصحية الجيدة . كي لا يجتمع علينا ألم الجسد وضيق المكان وآهات المرضى، كما هو الحال اليوم لمن كان حظه ممتازا أو لديه واسطة ويجد سريرا في مستشفياتنا اليوم، والتي الغرفة فيها لا تتجاوز مساحتها  ستة في خمسة، ويتكدس فيها من أربعة إلى ستة مرضى يستمعوا لآهات بعضهم البعض، فكيف لمريض هذا مكانه أن يتعافى؟!
 
نريد أن نصل إلى أعمالنا، ويصل أولادنا إلى مدارسهم وجامعاتهم عبر طرق آمنة، خالية من الحواجز والتحويلات والحفريات، حتى لا نكون ضحية بين سندان "ساهر وحوادث السير، ومطرقة خصم الرواتب وفوات الاختبارات.!"
 
نرغب في مخرجات تعليم جامعي مرموق، تكفل لأولادنا التخصصات النادرة، وتؤهلهم للوظائف المطلوبة في سوق العمل، كي لا تتقطع قلوبنا على فراق أولادنا الذين لم يجدوا تخصصاتهم التي يرغبونها في بلدهم، ما اضطرهم  أن يتغربوا عن أهلهم ووطنهم، وكي لا نصاب بخيبة أمل بعد جهد وسهر وطول انتظار، ثم يتخرج أولادنا ، فينضمون لطابور البطالة الطويل.
 
نرغب في أمن اجتماعي شامل يضمن حقنا في بيت مال المسلمين، فيوفر راتباً شهرياً لربات البيوت، لقد سمعنا من يعترض على ذلك قائلاً وماذا قدمت ربات البيوت للوطن كي يكافئهم؟
 
وأنا أقول ماذا قدم الوطن لهن, نعم يا معالي وزير الشؤون الإجتماعية ،و يا وزير المالية، ماذا قدم الوطن لأمي وأمك وملايين الأمهات من جيلهن، فلم يتعلموا في مدارس ولم يدخلوا جامعات ويحصلن على شهادات ومكافئات، ولم يستخدمن طرق معبدة ولم يشربن مياه محلاه، ولم تنير الكهرباء بيوتهن الا قريباً .
 
بل ربما نامت أمك يوماً وهي تمسك بشمعة أو فانوس كاز، كي تضيء لك الغرفة لتذاكر دروسك فذابت الشمعة وحرقت يدها، نعم احترقت من أجل أن تجعل منك نوراً يضيء في المستقبل، وتقدمك عضواً صالحاً يخدم وطنه ويرتقي بمجتمعه. 
 احترقت لتنير سماء الوطن بالطبيب والمهندس، بالمعلم والعسكري، بالقاضي والمحامي، بالسفير وبك أنت يا معالي الوزيرين.!
فبعد كل هذا الا تستحق راتباً شهرياً يسيراً!
 ليس كراتب معاليك ولا ربعه ولا نصيفه، إنما نطالب لها بواحد في المئة من راتب مدير مكتبك يا طويل العمر.
 
 
نريد إعلاماً محافظاً يراعي خصوصية مجتمعنا، فيهذب أخلاق أولادنا ويرتقي بعقولهم، يبث لهم الثقافة لا التفاهة، يرسخ تعاليم الدين في نفوسهم، ويؤصل القيم والمبادئ في تفاصيل حياتهم.
 
نريد دعاة أصحاب منهج وسطي يخاطبون العقول قبل القلوب يغرسون فضائل ديننا الإسلامي العظيم في عقول النشء، فيغذون به الأرواح وينيرون العقول، بالحجة والدليل وليس بالترهيب والتشدد، ولا بالتنفير والتكفير.
 
نريد وزراء يتلمسون احتياجات المواطن البسيط، يخلعون البشوت وينزلون للميدان، يذهبون للمستشفيات للجامعات للأحياء الفقيرة، للقرى النائية المنسية، للمساجد ومرافقها المتهالكة، للطرق واستراحاتها وخدماتها البائسة، للمزارع للصحف، لكل مكان يحتاجهم المواطن، فقد عينوا من أجل خدمته وليس العكس، عليهم أن يقومون بذلك كله مترجلين، بلا مواكب فاخرة ودون وفود مرافقة ومستقبلة، ودون حاشية مطبلة مرتزقة، ولا ورود منثورة وبوفيهات بالطول والعرض مفروشة.!
 
أيها الوزراء: كونوا كتوفيق الربيعة الذي تحدثت إنجازاته لا لسانه، فبات وزير الشعب بلا منازع.