الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014

"أعرابي زمزم" ومعيار الوطنية

"أعرابي زمزم" ومعيار الوطنية
 
 
بقلم: سارة العمري


 
عندما تكون الوطنية سيفا يسلط -من قبل بعض المختلين- على رقابنا لامتحاننا فتلك مصيبة، والمصيبة الأطم عندما توضع في معيار مضاد لقناعتنا الدينية.
 
عندما يأتي بعض هؤلاء الكتاب الذين هم على طريقة "اعرابي زمزم" يريدون الشهرة وتصفية الحسابات باسم الوطنية، فلا تملك إلا أن تصفق كفا بكف وتتحسر على حال الاعلام..
 
كتب أحدهم مقالا مؤخرا في صحيفة الحياة يطعن في وطنية أبناء وطنه السعودية.!
 
حيث ربط الوطنية بالإكتتاب في البنك الأهلي من عدمه.!
 
بقوله: اكتتاب البنك الأهلي سيسقط الأقنعة الصحوية أو يربك السعودية، فلا دليل سواه على النجاة أو المصيبة. هو جانب أولي للرهان على المستقبل وتأكيد الوطنية، هو امتحان توجه السعوديين والتعرف إلى بوصلتهم،.!
 
هنا أقول: سبحان ربي متى كان استحلال الحرام مقياس للوطنية وقارب للنجاة وأمان للمستقبل.؟
 
متى أصبح الإمتناع عن أكل الربا "خيانة وطنية" وامتحان لولاء أبناء هذه البلاد الطاهرة والتعرف على إنتماءتهم.؟
 
متى كانت الأحكام الشرعية وتحريم ماحرم الله مجرد خطابات فرز حادة، واتهامات عاطفية كما يدعي الكاتب.!
 
متى كانت السعودية تخوض حرب وجود مع الدين والمتدينين، وهي حاضنة الحرمين الشريفين، وحاملة راية الإسلام والدفاع عنه في جميع المحافل الدولية.


متى أصبح التمسك بثوابت الدين انتهاك لهيبة الدولة، وتعطيل لمسيرة الوطن التنموية.
 
كيف اصبح اكتتاب في أسهم ربوية، ممارسة ديموقراطية حتمية ونهائية، ودراسة استقصائية للرأي العام.؟
 
ماذا يقول هذا الكاتب ومن يخاطب.؟
إنه يخاطب أبناء بلاد الحرمين، الذين ولدوا على الفطرة، ورضعوا الدين وتعاليمه مع حليب أمهاتهم، فبقدر تمسكهم بهذا الدين تكون وطنيتهم أقوى وولائهم أوثق.
 
فهذا الوطن قائم على الإسلام وشعاره كلمة التوحيد، والبيعة التي في أعناق أبناءه لولاة الأمر حفظهم الله على الكتاب والسنة، وليست على اكتتاب البنوك الربوية.!
 
ياللعجب هل من الوطنية والمواطنة الحقة، أن يدعونا هذا الجاسر أن نكون من العصاة الذين لم يعلن الله الحرب في كتابه إلا عليهم.
 
يقول الله -تبارك وتعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلّمونْ..}
 
إن المصيبة الأعظم في ذلك المقال المريض ليست في تخوين من يمتنع عن الاكتتاب فحسب، بل في ربط التحليل والتحريم بالمعاملات التجارية والقرارات الإدارية، وإثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد بالعزف المستمر على "سمفونية الوطنية".
 
لقد اشتمل هذا المقال  على بعض ما أعلنته وزارة الداخلية من محظورات :
 
*كالسعي لزعزعة النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية.
*والتشكيك في ثوابت الدين.
 
فهل سيحاسب كاتبه أم أن لديه حصانة من جهات غير معلومة.!
 
إن هذا والله لهمز شياطين ومكر منافقين.!
يراد به انتزاع الدين من حياة الناس، وفصله عن جميع معاملاتهم.


لكن خاب أولئك وخسروا، فالإنتفاضة التي أحدثها هذا الشذوذ في الطرح والغلو في القول، في أوساط مجتمعنا المسلم المحافظ بجميع اطيافه،
 أثبتت إن تعاليم الدين خط أحمر لايمكن تجاوزه.


ربما سيقبل على الاكتتاب غدا بعض مرضى القلوب، او ممن افتتن وتكالب على جمع المال، ولكن هل هذا مؤشر على حالة التدين، لا أتصور ذلك، التحدي الحقيقي في صناديق اقتراع حقيقية ليعرف من ينحاز له المجتمع، أو ليظهر هذا الكاتب في محاضرة بالنادي الأدبي وفي المسجد المجاور داعية مبتدئ ، وليعرف لمن يتجه الناس ويسمعوا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق