الأحد، 16 مارس 2014

"معرض الكتاب ودسائس "أهل النفاق"!!

"معرض الكتاب ودسائس "أهل النفاق"!!

 
بقلم: سارة العمري
كاتبة مهتمة بقضايا المرأة والمجتمع.
 

 
زرت معرض الكتاب، تظاهرتنا الثقافية السنوية، وسرني أن ارى جميع أطياف المجتمع، ذكوراً وإناثا، كبارا وصغارا، ملتحين وحليقين.!

  تعمدت أن أتمعن في الوجوه، لأرى مدى الجدية في البحث عن الثقافة والمعرفة، فرأيت الجميع شغوفاً بالعلم، ساعياً للحصول على كل جديد ومفيد، يقلبون الكتب ويدققون في العناوين، يتفحصون المحتوى ويفتشون بين السطور، على اختلاف المشارب والاهتمامات، وبجميع الأفكار والتوجهات، في حدود المسموح والمباح.!!
 

وهذا أمر صحي، وحراك ثقافي محمود، وتنوع فكري مطلوب، فلن نستطيع أن نجبر الجميع على نوع واحد من الكتب، بل حتى المتدين ذاته لديه قراءات متنوعة، ومن يحسب على تيارات أخرى لديه قراءات متنوعه ايضاً، وهذا من سماحة ديننا، وجمال موروثنا، ففي عهد الرسول _صلى عليه وسلم _ كان هناك تنوع في الثقافة والفكر مع تمسك وثبات على المعتقد.
 

فكان أبو بكر العالم بالتاريخ والأنساب، وحسان الشاعر والأديب، وعلي الواعظ والحكيم، وعائشة الروائية والقاصة، فقصة أبي زرع وأم زرع، مازالت تحكى وتروى على لسانها -رضي الله عنها- إلى اليوم.

وسلمان الملحق الثقافي، الذي يعرف بثقافة شعبه وعلومه رغم إسلامه، دون أن يمنعه الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أو ينكر عليه، بل أخذ منها ما ينفع، وفكرة حفر الخندق خير مثال.!
 

كما إن المذاهب الأربع والاختلاف المحمود بين الأئمة الكرام، من اكبر الدلالات على تعددية الإسلام وسماحته.

يقول (محمد أبو زهرة) ، في كتابه «تاريخ المذاهب الإسلامية» :إن هذا الاختلاف قد فتح القرائح فاتجهت إلى تدوين علم الإسلام مجتهدة متبعة من غير جمود، وتركت من بعد ذلك تركة مثرية من الدراسات الفقهية، لا نكون مغالين، ولا متجاوزين المعقول إذا قلنا إنها أعظم ثروة فقهية في العالم الإنساني.

بالرغم من سماحة ديننا، الا إن هناك خطوطا حمراء يجب الا نتجاوزها، الله، والرسول،  وثوابت الإسلام، وكان المؤمل من إخوتنا الذين هاجموا المحتسبين في معرض الكتاب، أن يقفوا معهم، ويجرموا من يدس مثل تلك الكتب الكفرية، التي تفسد عقول أبناءنا وبناتنا الغضة الطرية، وتدخلهم في متاهات الشك، وتوقعهم في مصايد الكفر والإلحاد. 

فكما قال شيخنا عبدالعزيز الطريفي حفظه الله بيع كتب الإلحاد والكفر، أعظم من بيع السلاح للقتل، فحماية الإيمان أولى من حماية النفس، قال تعالى: (والفتنة أكبر من القتل) والفتنة هنا بمعنى (الكفر) بإتفاق المفسرين.

فكان يجب على إخواننا بجميع توجهاتهم، أن يشجبوا وجود هذه الكتب، وينكروا على من باعها ومن سمح بدخولها للمعرض، ففي هذه الكتب تعدّ صريح على ثوابتنا وموروثنا العقدي و الثقافي. 

فلكل أمة ثقافة وموروث مقدس، والأمة التي لا تحترم موروثها وتفخر به وتدافع عنه، أمة بلا هوية وبلا كرامة، فإذا كان أصحاب الأديان المحرفة، و عُباد النار والبقر، والشجر والوثن، يستميتون في سبيل الحفاظ على موروثهم وثوابتهم.

فما بالنا نحن أهل التوحيد والدين القويم الذي شهدت به جميع الرسالات السماوية، ومعبودنا غني عن التعريف.

ف ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ )

" وفي كل شيءٍ له أيةٌ تدلُ على أنهُ واحدُ ".!

 
من المؤسف أن نرى هناك من يخجل من الدفاع عن ديننا، ويعتبر التنصل منه والتخلي عنه حضارة ورقي وتمدن، والتمسك به رجعية وتخلف وتقهقر.!

عجباً لبني قومي الذين يشيدون بالأخرين، لتمسكهم بثقافتهم ومحافظتهم على حضارتهم، ويعيبون علينا تمسكنا بثوابتنا ومحافظتنا على مقدساتنا.!!

أيها المتشدق بثقافته وانفتاحه، المتنطع  بالحرية والديمقراطية، انفتح على أبناء بلدك أولاً، وامنحهم الحرية في الفكر والتوجه، وتعامل معهم بديمقراطية وعدالة، وتفهم غضبهم لانتهاك أقدس ما يدينون به، والتعدي على ذات الله بما لا يليق به سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا.

لعلكم في قرارة انفسكم لستم براضين عن ذلك، ولكن أخذتكم العزة بالإثم، لموقفكم المخالف ولن أقول "المحارب" للمحتسبين.!!

الخميس، 13 مارس 2014

التوصيات الذهبية..لملتقى المرأة السعودية

التوصيات الذهبية..لملتقى المرأة السعودية.!!"

بقلم: سارة العمري
كاتبة مهتمة بقضايا المرأة والمجتمع.



كنت متفائلة وأنا أستمع لتوصيات ملتقى المرأة السعودية الثاني، الذي أختتم يوم الخميس الماضي، وتجللت بثماني عشر توصية تعنى بحقوق بالمرأة وأهم مطالبها 
.
رددت لو قامت الجهات المسؤولة واستجابت لمطالب أكثر من ألف إمرأة حضرن الملتقى، من جميع مدن بلادنا الحبيبة، لكنا في خير عميم، وتظل آمالنا معقودة على ولاة الأمر للاستجابة لهذه التوصيات التي تحفظ روح المحافظة والقيم في بلادنا.
ربما كانت التوصية الأهم من وجهة نظري والتي تحمست لها التوصية العاشرة التي تقول: "تحقيق المطالب المجتمعية الملحة، بإنشاء مشاريع عمل آمنه للمرأة، كالمستشفيات والأسواق وغيرها".

بغض النظر عن الرأي الشرعي المطالب بمثل هذه المشاريع، فإن الفطرة السليمة والعقل الراجح يأبى فكرة الإختلاط ويرفضها، ناهيك عن صاحب الدين القويم والمنهج الصحيح.

 كما إنها اصبحت مطلبا ملحا من قبل المرأة نفسها، لأنها توفر لها الراحة والحرية، سواءً كانت عاملة أو طبيبة، متسوقة أو مريضة.!
التوجه العام الآن، يطالب بتوفير مزيداً من الخصوصية للنساء، في الأسواق باعتبارهن قوة شرائية متزايدة .

ففي الأسواق النسائية تجد المرأة راحة نفسية وخدمات، لا تجدها في الأسواق العامة، بما تتميز به هذه الأسواق، من طابع يراعي خصوصيتها الإسلامية، فالمرأة تتعامل داخل هذه الأسواق مع طاقم نسائي، يقوم بالبيع والشراء والإشراف، كما تجد الخدمات المختلفة، التي تزدهر بها هذه الأسواق، من أماكن ترفيهية، ومطاعم ومقاهي، وألعاب للأطفال.

ولا أدل وأقوى من الإستشهاد بالعاملين في الميدان لهذه الجزئية، فهذا رجل الاعمال أيمن البسام قال بذلك في مداخلته في الملتقى، وأن التجربة التي خاضها كانت ناجحة بمركز المملكة التجاري، من خلال القبول والإقبال الكبير الذي حققه "مملكة المرأة ."

 إيجابيات هذه الأسواق كثيرة جداً من أهمها: المساعدة في القضاء على بطالة المرأة، بإتاحة فرص جديدة للنساء على الصعيدين الاستثماري والوظيفي، ومن الواقع نجد أن معظم النساء السعوديات، يتسوقن منفردات وبدون محارمهن، في الأسواق التقليدية.

وإن استشهدنا آنفاً برجل في الميدان، نستشهد الآن بلغة الأرقام التي لا تكذب، فهذا د.عبدالله الشيخ، أحد المداخلين في الملتقى، أورد دراسة تفيد بإن ٩٥٪ من مرتادي الأسواق الكبيرة هن من النساء..فما المانع من تأنيثها بالكامل.؟

نأتي للمستشفيات، فلا يخفى على أحد إن عدد كبير من بناتنا، حلمهن أن يصبحن طبيبات، ولكن خوفهن وخوف أوليائهن من العمل المختلط، ومآلاته وتبعاته، يجعل هذا الحلم يتلاشى ويتحطم على حائط العمل المختلط .

أليس من حقهن تحقيق أحلامهن، في بيئة آمنه ومناسبة.؟ ولكن كيف نحقق لهن ذلك الحلم.؟
الجواب سهل، وذلك بالسعي في إنشاء كليات طب للنساء والولادة، كما هو الحال في كليات طب الأسنان، بشرط أن تكون الأولوية في القبول للطالبات 
.
وسرعة تلبية رغبة المجتمع بإنشاء مستشفيات للنساء والولادة مبدئياً، و البدء بالمدن الكبيرة، بمستشفى واحد أو اثنين على مستوى المملكة، حتى تنضج التجربة ومن ثم تعمم.

نظام العمل في السعودية ينص على الخصوصية في عمل المرأة، وقد بين ذلك المحامي حسان السيف (عضو مجلس إدارة الجمعية القضائية (قضاء)، حيث أورد ذلك في ورقة العمل اللتي ألقاها في ملتقى المرأة، و قال: جاء في قرار مجلس القوى العاملة رقم1/م19/1405 الصادر بتاريخ 1/4/1408هـ ما ينص على أن تؤدي المرأة عملها في مكان منفصل تماماً عن الرجال.!

وحتى العاملات في بيئات مختلطة يشتكين، فهذه الدكتورة/ عواطف أبانمي إستشارية النساء والولادة، في مداخلتها في الملتقى، حيث قالت:حسب تجربتي في العمل المختلط، فقد اصبحت الضرورة ملحة، لوجود الخصوصية الكاملة في عمل المرأة، ولا مكان لأنصاف الحلول.!

ونورد هنا لأولئك الملتاثون بفكر التغريب دليلا يناقض ما يدعون، ففي اليابان توجد أكثر من سبع عشرة كلية طب نساء وولادة، لا يدخلها إلا الطالبات.!
وفي أمريكا أكثر من 180 كلية خاصة بالبنات، وفي بريطانيا بدأت مستشفيات كبيرة بفصل المرضى الرجال عن النساء.

لا يليق بنا أن نبدأ من حيث انتهى الأخرين، فقد بدأت تتعالى أصوات أهل الرأي والفكر في الغرب، مطالبة بمنع الإختلاط بين الجنسين في أماكن التعليم والعمل، وإليكم ما قاله الفيلسوف" برتراندرس" : إن الأسرة انحلت باستخدام المرأة في الأعمال العامة. (مجلة "أمتي" عدد سبتمبر2004).

وكذلك مقالة الكاتبة "آني رورد" حيث قالت: نعم إنه لعار على بلاد الانجليز أن تجعل بناتها مثلاً للرذائل، بكثرة مخالطة الرجال . (جريدة (الأسترن ميل) عدد 10 مايو1901م).

يا قادة بلادي..أيها المسؤولون عن المجتمع، تمعنوا في توصيات الملتقى، هي توصيات من ذهب لخير بلادنا وروحها المحافظة وقيمها السامية.

الجمعة، 7 مارس 2014

مداخلتي في ملتقى المرأة السعودية الثاني






النص الكامل لمداخلتي..في ملتقى المرأة السعودية الثاني، الذي أقيم يومي الأربعاء والخميس، الرابع والخامس، من الشهر الخامس، لعام-١٤٣٥من الهجرة.
في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات في فندق انتركونتيننتال.

تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة صيته بنت عبدالله بن عبد العزيز.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
   
سارة العمري
كاتبة مهتمة بقضايا المرأة والمجتمع.


 أولا ً اشكر صاحبة السمو الملكي الأميرة صيته بنت عبدالله.. لرعايتها الكريمة لهذا الملتقى المبارك..
كما اشكر مركز باحثات وجميع القائمين عليه وعلى رأسهم الدكتور/فؤاد العبدالكريم..
والدكتورة/نورة العمر..
 على جهودهم الجبارة في تنظيم هذا الملتقى والعمل الداؤوب لإنجاحه.

وبالنسبة لمداخلتي..
فلقد شهد مجتمعنا السعودي خلال العقد الأخير تجاذبات حادة حيال عمل المرأة، ورأينا التيارات الفكرية تصطرع فيما بينها وتتقاذف التهم، ولطالما استغل قضية عملها الكثيرون، بين معارض له ومحارب لأجله ومتاجر به.

والقضية ما زالت مستمرة على هذا الجدل بلا حسم ودون حلول مرضية.!
والآن هناك بوادر مشروعات تلوح، دون أن تدخل في هذا الجدل المجتمعي، وبإمكانها القضاء على بطالة وفقر المرأة واستئصالها من جذورها.

كمشروع الأسر المنتجة، وعمل المرأة من منزلها، وهو من المشروعات الرائدة، فلماذا لا نشهد استراتيجية وطنية كبرى من وزارة العمل لرعاية هذا المشروع الذي يتفق عليه الجميع.

فمن إيجابياته :

*تمكين المرأة اقتصادياً والمساهمة في تحسين الوضع المادي للأسر، والارتقاء بظروفها الحياتية.

*تشجيع الإنتاج والعمل الحر بين الأسر وتعزيز دور المرأة من خلال تقديم منتجاتها في المعارض المحلية.

*إثراء سوق العمل بالطاقات الوطنية المبدعة، وخلق فرص عمل كريمة للمرأة.

 
وقد زرت معرض "منتجون" للإستثمار من المنزل والأسر المنتجة -الذي أقيم في الرياض مؤخراً، ولاحظت حضوراً لافتاً للمرأة السعودية.

وحسب المنظمون فقد شاركت فيه حوالي 500 أسرة منتجة بنشاطات متنوعة، مثل الحرف اليدوية التراثية، وصياغة الحلي، والمأكولات والحلويات الشعبية، والأزياء والديكور وغيرها.

وهذا دليل على نجاح عمل المرأة من المنزل.
فمثل هذه المشروعات توفر للمرأة الفرصة للعمل والإنتاج، وإدارة المشاريع من منزلها، في ظل مناخ عمل أمن ومريح وملائم لطبيعتها وخصوصيتها.!
وقد يؤدي إهمال هذه المشاريع من ضعف التمويل وقلة الدعم، إلى فشلها وإجهاضها.

فحسب بعض الإحصاءت يوجد مفارقة كبيرة في عدد الحالات المستفيدة من برنامج الضمان الاجتماعي، والتي وصلت نحو "781" ألف حالة
 في عام 2012.

بينما لا يتجاوز عدد المشاريع الجماعية لبرنامج دعم الأسر المنتجة "104" مشاريع فقط.

لذ نطالب وزارة العمل: بدعم مثل هذا المشروع، لنجعل نصف المجتمع يعمل بلا تغريب ولا يتآكل بالبطالة.!!

أشكر لكم منحي هذه الدقايق من وقتكم الثمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.