في الذكرى الأولى ل"نيوم"
الجدّ وحفيد الجدّ .. بين ذهبين
الجدّ وحفيد الجدّ .. بين ذهبين
بقلم: سارة العمري
"دائما ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تُبنى على مكامن القوة. ونحن نثق ونعرف أن الله سبحانه حبانا وطناً مباركاً هو أثمن من البترول".
محمد بن سلمان
أثناء متابعتي لفعاليات منتدى " دافوس الصحراء٢" واسترجاعي لتاريخ انطلاق رؤية الخير 2030 ، والتي انطلقت قبل عامين بالكلمات الآنفة لسمو ولي العهد.
عادت بي الذاكرة لتاريخ بلادي العظيم، فتذكرت ذلك اليوم المشهود قبل أكثر من ثمانين عام، عندما بدأت قصة اكتشاف النفط "الذهب الأسود" في المملكة العربية السعودية، وقتما وقّع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله، في 29 مايو عام 1933م، اتفاقية الامتياز للتنقيب عن النفط بين حكومة المملكة والشركات الأمريكية.
من هناك بدأت قصة النهضة الأولى بتوفيق من الله أولاً، ثم بفضل الرؤية الثاقبة والحكيمة للملك المؤسس رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
وقتها شكّل اكتشاف النفط نقطة تحوّل كبرى في تاريخ المملكة، فلم تكن تلك النقلة الكبرى للمملكة من العوز والفقر وانعدام الموارد، إلى التنمية والحداثة والمشاريع العملاقة تلقائية، ولم تتم بسهولة، ولكن كانت هناك رؤية تنموية، ورغبة صادقة في أن يكون هذا الكنز الذي استخرج من باطن الأرض وسيلة لتعويض أبناء هذه البلاد المباركة عن شظف العيش والفقر والفاقة، وتوفير الحياة الكريمة لهم.
هذه الرؤية التي حملها المغفور له بمشيئة الله تعالى جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيّب الله ثراه،
كانت تلك بداية النقلة الحضارية والاقتصادية والاجتماعية التي واكبت اكتشاف النفط في المملكة العربية السعودية.
وبما أن التاريخ هو الهوية الحقيقية للأمم والشعوب، فإن هناك علامات فارقة في تاريخ الشعوب والدول قد تتشابه مع ما قبلها أو ما بعدها، وقد لا تتشابه.!
هآ نحن اليوم، وبعد أكثر من ثمانين عاماً من هذه الرؤية المباركة؛ نرى التاريخ يعيد نفسه، وبنفس النظرة الثاقبة، ومن المصدر نفسه من كنوز أرضنا المباركة، عندما أطلق صاحب السمو الملكي الأمير / محمد بن سلمان ال سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية رؤية السعودية 2030، والتي تمّ الإعلان عنها في 25 إبريل 2016، والتي تقوم على إيجاد مصادر دخل بديلة عن النفط المصدر غير الدائم الذي سينضب خلال سنوات معدودات، محددا رؤيته الثاقبة عبر ما قاله في كلمته وقتها:
"بلادنا فيها الحرمان الشريفان، أطهر بقاع الأرض، وقبلة أكثر من مليار مسلم، وهذا هو عمقنا العربي والإسلامي وهو عامل نجاحنا الأول.
كما أن بلادنا تمتلك قدرات استثمارية ضخمة، وسنسعى إلى أن تكون محركا لاقتصادنا ومورداً إضافيا لبلادنا وهذا هو عامل نجاحنا الثاني.
ولوطننا موقع جغرافي استراتيجي، فالمملكة العربية السعودية هي أهم بوابة للعالم بصفتها مركز ربط للقارات الثلاث، وتحيط بها أكثر المعابر المائية أهمية، وهذا هو عامل نجاحنا الثالث".
محمد بن سلمان
قال سموه بأن أرضنا تزخر بالموارد الطبيعية الغنية التي ستدر على بلادنا الخير الوفير، فأطلق رؤيته المباركة بمشاريع ضخمة ستحوّل "الرمال الصفراء" إلى ذهب، لأن الاستثمار في الأراضي الخام "الذهب الأصفر" لا يقل أهمية عن الاستثمار في النفط الخام "الذهب الأسود" .!
ونحن نمتلك منها الكثير ولله الحمد، وفي مواقع جغرافية استراتيجية كما ذكر سمو ولي العهد حفظه الله، عند اطلاق رؤيته ،
كموقع مشروع "نيوم" العملاق، الذي يمتاز بإطلالته على ساحل البحر الأحمر، والذي يعد الشريان الاقتصادي الأبرز، فالبحر الأحمر تمر عبره قرابة 10 في المئة من حركة التجارة العالمية، بالإضافة إلى أن الموقع يعدّ محوراً يربط القارات الثلاث؛ آسيا وأوروبا وأفريقيا.
وكما قال الباحثون فإن 70% من سكان العالم يمكنهم الوصول للموقع خلال 8 ساعات كحد أقصى.!
على هذه البقعة الفارهة من الأرض سيقام مشروع " نيوم " العملاق والذي سيكون بمثابة بئر "الدمام" بئر "الخير" كما أسماها الملك عبدالله رحمه الله، والتي كانت بفضل الله النواة الأولى لما نعيشه اليوم من ازدهار وتطور ورغد عيش ولله الحمد والمنّة.
مشروع "نيوم" سيكون هو النواة التي ستنطلق منها الثروة الحديثة والمستقبلية لبناء "السعودية العظمى"، وسيجعل من المملكة وجهة للمستثمرين من جميع أنحاء العالم للدخول في مشاريع متنوعة سياحية واستثمارية وتنموية تنقل الوطن إلى مصاف دول العالم الأول، وتعود عليه بالازدهار والرخاء وعلى المواطن بالدخل العالي والرفاهية.
وهذا ما أوجع أعداء الوطن، ومحاربي النجاح من حولنا، وأثار حفيظتهم ، مما جعلهم يحيكون ضدنا أقذر المؤامرات، ويشنون علينا أشرس الحملات، فالصياح يكون على قدر الوجع.!
ستبقى السعودية مستمدة لقوتها من الله تعالى ثم من التماسك الداخلي، واللحمة الوطنية التي تقف سداً منيعاً في وجه كل حاقد ومتأمر .
وأثبتت الأحداث عبر التاريخ إن اتحاد هذا الشعب الوفي الأبي تحت راية ولاة أمره حفظهم الله وأيدهم بنصره، هو صمام الأمان لهذه البلاد الطاهرة.
وليمت الأعداء حسدا وغيظا وقهرا،فالسعودية ستبقى سماء صافية لايكدرها نعيق الحاقدين، ولاصياح المرجفين، وستظل شامخة، منارة للهُدى، نبراساً للعدل.
وختاماً نتسآءل مع مراسل الحزم محمد العرب:
" نحنُ هنا أين أنتم؟!"