الثلاثاء، 19 مارس 2013

خطاب العودة .. بأعين النخب

                                                                   خطاب العودة .. بأعين النخب



سارة العمري
كاتبة سعودية




في يوم الجمعة الجامعة، حدثت ثورة تويترية عارمة، تهليل وتكبير، تأييد منقطع النظير، هاشتاقات وأستبيانات، معارضين تحولوا لمؤيدين، أضداد أجتمعوا، وجهات نظر مختلفة توحدت.
كل هذا أحدثه الخطاب الذي أطلقه الشيخ د.سلمان العودة.

نعم خطاب ،أي أنه مجرد حبر على ورق، من رجل من أفراد الشعب، لايملك منصبا ولا سلطة، وأحدث هذا التفاعل وتلك الوحدة، وإجتماع الكلمة لغالبية أطياف المجتمع، حيث حظي هذا الخطاب بتأييد شعبي عريض.
ففي إستطلاع أطلقه ناشطون عبر "تويتر" شمل أكثر 25 ألفًا من رواد الموقع، كشف عن تأييد 87% تمامًا لما جاء في الخطاب ، وقال 7% إنهم مؤيدون لبعض ما جاء فيه، فيما عبر 4% فقط عن رفضهم للخطاب.

ورصدت عددا من التعقيبات والردود على خطاب سلمان العودة، من قبل النخب السعودية، فوجدت مؤيدا دافعه حب الوطن والحرص على أمنه ووحدته، والحفاظ على مقدراته.
وآخر دافعه الفتنة وزعزعة الأمن، وزرع الفرقة، وتأليب الشارع.
 ووجدت معارض معتدل دفعه حبه لوطنه إلى الخشية من الفتنة وإستغلال بعض الأطراف لهذا الخطاب للترويج لأهدافهم والوصول لغاياتهم.
 
وآخر ينطبق عليه حديث الرسول صلى عليه وسلم  ((سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة))، 
قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ .. قال: «الرجل التافه يتكلم في أمر العامة»!!

وبعيدا عن سلمان العودة وخطابه، لأتمنى على والدنا الحنون خادم الحرمين الشريفين، -حفظه الله، أن يطلق وثيقة إنقاذ وطني سارية المفعول، عاجلة التنفيذ، ويكلف بها رجال ثقات، مرتبطين بمقامه الكريم مباشرة، وأن يعطيهم صلاحيات مفتوحة، بفتح الملفات المغلقة، وإنهاء القضايا المعلقة، وإقامة المحاكمات العادلة، وإشباع البطون الجائعة، والقضاء على البطالة المتفشية، وقطع الأيدي السارقة، والكشف والتشهير بالعصابات الفاسدة، وإيجاد الحلول الجذرية والعملية العاجلة، لمشاكل الإسكان والتعليم والصحة، ومحاسبة المقصر ومكافأة المجتهد، ووضع خطة محكمة لحل جميع القضايا والمعضلات الشائكة، وإطلاع المواطن على النتائج أولاً بأول، وتحويلها إلى واقع ملموس، مما يضفي عليها المصداقية والقبول.

تخيلوا مدى تأثير ذلك على اللحمة الوطنية، وإجتماع الكلمة، وتأليف القلوب، وإمتصاص الإحتفان، وقطع الطريق على من يريد ضرب مجتمعنا ببعضه، ويقوض أمننا، ويشتت شملنا، ويدخل الفرقة والفتنة بيننا، بإستغلاله لبعض الثغرات، ونفخه في شرر يتطاير من هنا وهناك، مما قد يحوله إلى نار متسعرة تأكل الأخضر واليابس.

ما يشجع امرأة مثلي على أن تتفاءل، أن دولتنا دولة قامت على الإسلام دستورا ومنهج حياة، ولا يضيرها أن تأخذ بنصيحة مواطن محب ومشفق، كيف وقد حوت في معظمها حقائق، لاينكرها إلا جاهل منعم، أومتزلف منافق، أو مسؤول مكابر، وأياً كان مصدر هذه النصيحة، أو منهج وتوجه قائلها، وبغض النظر عن إتفاقنا أو إختلافنا معه.
فمنهج الاسلام يقول: (وأمرهم شورى بينهم) وليس ( وما أريكم إلا ما أرى)، منهج الاسلام يقول: (بالمؤمنين رءوف رحيم) وليس { لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَاف ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ} ..
 
منهج الاسلام يقول:(وَلايَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) وليس { وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَ مِنَ الصَّاغِرِينَ }.
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو المؤيد بالوحي أخذ برأي أصحابه وأستمع إلى نصحهم.
فكان صلى الله عليه وسلم- في مواقف كثيرة يقول لأصحابه: ((أشيروا علي – أشيروا علي)). 

هنا أقول لعقلاء قومي ما قاله سيدنا لوط عليه السلام- لقومه: (( أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ)).
ينظر لهموم المواطن ومشاكل الوطن، بمنظار العدل والإنصاف، ويأخذ بنصح الناصحين المخلصين، لتعديل الأمور وإصلاح الأحوال، قبل فوات الأوان!!
 
فلايخفى على أي عاقل بإن للأحداث أسباب ومسببات صغرت أم كبرت!!
 
وعودة الى خطاب سلمان العودة، الذي أتى في وقته، وجعلنا نتساءل :هل هذا الخطاب سيكون بمثابة طوق النجاة التي نتعلق بها لننجو مما ينتظرنا إن استمر الاحتقان.. أم تلك القشة الشهيرة التي قصمت ظهر البعير فهلك؟!
 
رهاني على عقلاء قومي أن يعبروا بالسفينة بأمان في هذا البحر المضطرب..
 
 
 

الاثنين، 4 مارس 2013

حرائر بريدة.. يامرتزقة الصحف


                                                                                               حرائر بريدة .. يامرتزقة الصحف
 



سارة العمري
 كاتبة سعودية
 


من لم يهتم لأمر المسلمين فليس منهم)
استحضرت هذا الحديث النبوي الشريف، وأنا في غاية التوتر والألم، وقد استفزني عنوان صحيفة "الشرق" عن تطهير بريدة!!


لقد كان عنوانا فضا بائسا، يعكس بؤس من وضعه، وكان رأيا متسرعا أجوفا لم يراع المشاعر الإنسانية ولم ينظر بضمير حي لهموم أهله وأبناء بلده.
لذلك نقول: ماهكذا تورد الإبل ياجريدة الشرق!!

فليس هناك مايدعوا للمزايدة في قضية إنسانية بحته، فأنتم لم تراعوا  مشاعر أم ثكلى، شاب رأسها وأحدودب ظهرها، وتقطع قلبها، وأرهقها طول الإنتظار لابنها الموقوف.
وزوجة ولهى، سئمت ثقل المسؤولية، وأدمى قلبها أنين الفراق.!

 وطفل يتقطع قلبه صباح مساء، وهو يرى نظرة شفقة من هذا، وكلمة قاسية من ذاك، وهمز ولمز من هنا وهناك.

وشاب تدور في رأسه أفكار وتساؤلات، ويتعرض لضغوط وتحريض، ممن يصطاد في الماء العكر، ويتحين الفرص للإضرار بالبلد!؟

من حق هؤلاء أن يطالبوا بالمحاكمة العادلة، اعتصامهم لا لتخريب ولا إثارة فتنة، ولا إنقلاب على حكومة، فمطلبهم جدا بسيط وعادل محاكمة أبنائهم،!!
نعم المحاكمة ولا غيرها فمن تثبت عليه التهم ، وأنه كان مع الارهابيين يأخذ جزاءه بالعدل، ويرضى ذويه بالحكم فهم لايريدون خيانة ولا غدر..
ومن تثبت براءته يخرج من غياهب السجون إلى نور الحرية وأحضان الأهل، التي حرم منها لسنوات بلا ذنب!!

وقد أ ثلج صدورنا تحويل الصحيفة للجنة المحاسبة، فقد صرح وكيل وزارة الإعلام لشئون الإعلام الداخلي الدكتور عبد العزيز العقيل إن صحيفة "الشرق" لم توفق في عنوانها "تطهير بريدة"، الذي نُشر على خلفية بعض الأحداث الأمنية التي جرت في بريدة بالقصيم، كما لم توفق صحيفة "الاقتصادية" هي الأخرى في عنوانها عن الأحداث ذاتها بـ "تطهير القصيم".. مؤكداً أن هناك تجاوزاً في هذين العنوانيْن، ومبالغة كان من المُفترض في الصحيفتين ألا ترتكباهما!!

فما بال جرائدنا الموقرة، تكيل بمكيالين،؟
فعندما تطالب بعض المتمردات علي قيم المجتمع بنزع الحجاب وتدعوا للإختلاط ، نراهم يستضافون وتفرد لهم الصفحات الكاملة ، ينعقن كما ينعق الغراب، ويدّعون مناصرة قضايا المرأة في كل مكان، بالتمرد على الدين والقيم..

وعندما تطالب بعض المقهورات بالحقوق المشروعة وتطبيق العدل بطرق سلمية، نرى مرتزقة الصحافة كالنعام يدسون رؤوسهم في التراب وينادون بالتطهير والإعدام!؟
قولوا لي بربكم أين حقوق المرأة التي يتشدقون بها صباح مساء؟؟

أنا مؤملة بولاة أمرنا، وأتوجه كمواطنة محبة لهذا الوطن الى سمو وزير الداخلية ، ونرجوك يامن تحمل عبء المسؤولية، وأخذ على عاتقه الأمانة..
إسمع نداءت الغيورين والمخلصين من أبناء هذا الوطن، الذين يعلمون خبايا الأمور وماذا يدور في العقول!؟
 ودعك من المبطلين والمطبلين والمرجفين، الذين لا يرون الا موضع أقدامهم، ولايهتمون الا بمصالحهم الشخصية.

فهناك من يتربص بنا الدوائر، ويغرس في النفوس الضغائن، فالحذر الحذر من قهر الرجال، وإهانة الحرائر.!!

و يا من ينادي بتطهير بريدة من أهلها، عليك أن تطهر فكرك الملوث  من الأفكار المنحرفة أولا ، وجرائدك  من المتسولين والمرتزقة، سماسرة الشهرة وعملاء العدو!!

حقا، حالنا مع المرتزقة هؤلاء: "هم العدو فأحذرهم"